Admin Admin
عدد المساهمات : 1144 تاريخ التسجيل : 10/02/2009
| موضوع: الرد على شبهة سحر النبي الخميس ديسمبر 08, 2011 6:46 am | |
| الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ . عن عائشة رضي الله عنها قالت: سُحِر رسول الله ﷺ حتى إنه لَيُخَيَّل إليه أنه فعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي دعا الله.. ودعاه.. ثم قال: «أشَعَرتِ يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفتيته؟! جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي، ثم قال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ قال: مَطْبُوب، قال: ومن طَبَّه؟ قال: لبيد بن الأعصم اليهودي، قال: في ماذا؟ قال: في مشط ومشاطة وجَفِّ طلعة ذكر، قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذروان». فذهب النبي ﷺ في أناس من أصحابه إلى البئر، فقال: «هذه البئر التي أريتها، وكأن ماءها نقاعة الحناء، ولكأن نخلها رءوس الشياطين» فاستخرجه( ) . قالوا: فإذا كان الرسول ﷺ قد سُحر، فأين عصمة الوحي..؟ الثابت بالحديث الصحيح أن أثر السحر على رسول الله ﷺ كان يُهَيَّأ له أنه يأتي الشيء ولم يكن يأتيه، وهذا معناه أن أقصى تأثير للسحر في رسول الله ﷺ كان في علاقته بزوجاته ومعاشرته لهن، وهذا الجانب لا علاقة له بالوحي، مما يعني أن أثر السحر لم يخرج عن أخص خصائص النبي الشخصية.. مما يثبت معنيين في آنٍ واحد: الأول: ابتلاء الرسول ﷺ بالسحر.. والثاني: وعصمته في تبليغ الوحي.. ولكي نفهم العلاقة بين أثر السحر ومقام النبوة يجب أن نفهم حقيقة الوحي.. فالوحي كان يتنزل على قلب النبي [..على قلبك لتكون من المنذرين﴾ الشعراء: 194] ولذلك كان قلب رسول الله لا يغفل «تنام عينيه، ولا ينام قلبه»( ) . ومن هنا كانت رؤى الأنبياء وحي؛ لأنه يتلقى الوحي بقلبه، وقلبه لا يغفل. وبذلك يكون أثر السحر علي رسول الله صلي الله عليه يماثل النوم الذي كان ينامه الرسول دون أن يكون له أثر علي الوحي وقد ينشأ تساؤل يقول: أنه كان من الممكن أن ينجي الله الرسول ﷺ من سحر اليهود كلية دون هذا الأثر؟ والواقع أن هذا الأثر هو الإثبات الحقيقي لنجاة رسول الله ﷺ من السحر؛ لأن إثبات النجاة يتطلب إثبات حدوث السحر ذاته ثم النجاة منه.. وهذا الأثر كان بمقدار إثبات حدوث السحر. تماما مثل أكل لقمة من الشاة المسمومة ثم نجاته بعد أن أكل منها فأحيانًا تكون عصمة الله للرسول ﷺ بنجاته من الفعل، وأحيانًا تكون بنجاته من أثر الفعل بعد أن يحدث.. ومثال الحالة الأولى: محاولة اليهود إلقاء حجر على رسول الله ﷺ، فقد أتى النبي ﷺ اليهود وجلس بجوار جدار لهم، فتمالئوا على إلقاء صخرة عليه من فوق ذلك الجدار، وقام بذلك عمرو بن جحاش بن كعب، فأتاه الخبر من السماء، فقام مُظهرًا أنه يقضي حاجة، ورجع مسرعًا إلى المدينة. ولعلنا نلاحظ أن جبريل نزل من السماء السابعة ليسبق الحجر قبل أن ينزل على رسول الله ﷺ؛ لأن الله أراد منع الفعل.. أما مثال الحالة الثانية: فعندما أكل النبي ﷺ اللقمة المسمومة، لم يكن ذلك تأخرًا من جبريل، ولكن الله شاء أن يقع الفعل، ويُبتلى رسول الله ﷺ بالسُمِّ، دون أن يقع أثره، وهو الموت في الحال، ثم يعيش رسول الله ﷺ ليكمل رسالته، حتى إذا جاء أجله ﷺ، ظهر أثر السُّم.. فأصبحت الفترة التي عاشها الرسول ﷺ دليلا علي أن حياة رسول لله ﷺ قدر إلهي خالص . وكما أثبت موقف محاولة التردي من الجبل حقيقة العلاقة بين الوحي ورسول الله ﷺ من الناحية النفسية .. أثبت موقف السحر التفسير الحقيقي للعلاقة بين الوحي ورسول الله ﷺ من الناحية القلبية، أن يكون فهم قول الله سبحانه وتعالى: ﴿نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا﴾ [الإسراء: 47]. و ادعاء الكفار بأن رسول الله ﷺ رجل مسحور- ليس له علاقة بحادثة السحر؛ لأن الادعاء كان منذ أعلن رسول الله الدعوة إلى دين الله وفي ضوء قوله سبحانه: ﴿والله يعصمك من الناس﴾ نستطيع أن نفهم موقف السم وموقف السحر؛ لأن العصمة التي وعده الله بها إنما كانت باعتبار الرسالة، ولذلك كان النص: ﴿ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين﴾ [المائدة: 67]. حيث أن أذى الكافرين أصاب رسول الله ﷺ بصفته الإنسانية، فَوُضِعَ عليه أحشاء الجزور في مكة، وأدميت قدماه في الطائف، وشقت جبهته وكسرت رباعيته في أحد، وكل ذلك لم يؤثر في النبوة والرسالة، وكذلك السم، أصيب بسببه رسول الله بالحمى، وكانت تعاوده كل عام، ولكنه لم يمت حتى تمَّت الرسالة، وكذلك السحر كان يهيأ له الشيء ولم يفعله بذهنه، ولكن ذلك لم يؤثر في الوحي الذي كان ينزل على قلب رسول الله ﷺ، شأن ذلك شأن الأذى والحمى في البدن.. وكأن هذه المواقف بإجمالها إضافة قدرية إلى دلائل النبوة..! مقال منقول للشيخ رفاعي سرور
| |
|