Admin Admin
عدد المساهمات : 1144 تاريخ التسجيل : 10/02/2009
| موضوع: أوراق الموساد المفقودة للمؤلف جاك تيلور ... عرض كامل الخميس ديسمبر 22, 2011 7:21 am | |
|
أوراق الموساد المفقودة للمؤلف جاك تيلور ... عرض كامل
إهداء : أهدي هذا الكتاب إلى أطفال العرب الذين يتعرضون للضرب و الرصاص , و الذين شاهدو آبائهم يلقى عليهم القبض .. و بيوتهم تهدّم بالجرارات .. كما أهديه إلى أطفال اليهود الذين يترعرعون و يكبرون , و يكبر معهم الحقد و المرارة و ورح الانتقام مثلما حدث لآبائهم من قبل و الذين عانو من وحشية " الحل النهائي " الذي قام به هتلر . لقد ناقشت هذه الأوراق مع عدد من اليهود و غير الييهود , أملا في أن يساعدني ذلك على اتخاذ القرار بشأن فكرة الإقدام على نشرها أو التخلي عن هذه الفكرة .. و قد وجدت أغلبيية هؤلاء تعتقد بضرورة نشرها . كان تعليلهم أنه اذا كانت هذه الأوراق حقيقية و غير مزوّرة فمن المفيد نشرها و تعميمها , أما اذا كانت مزوّرة فلن تؤذي أحدا
جاك تيلور كانون أول \ ديسمبر 1990
أوراق الموساد المفقودة ... قصة سرقة أوراق من الموساد عام 1975 و من مجريات عملية تتبع الموساد لسارق هذه الأوراق نجحت الموساد في استرداد نسخة منها و قتلت مدير مكتب وكالة المخابرات المركزية الأمريكية المدعو" ريتشارد ديك ويلش"عندما سعى للحصول على نسخة منها و من ثم وصول هذه الأوراق الى الكاتب الذي اختار لنفسه اسم جاك تيلور الذي اشترى هذه الأوراق من عميل للموساد الإسرائيلي يدعى" نيت جولدمان " لصالح وكالة الاستخبارات الأمريكية و هذه الأوراق حسب قول نيت جولدمان : انها إرشادات و توجيهات بسياساتنا و برامجنا يجري تعديلها كل سنة , أو شيء من هذا القبيل . و اتفق مع المؤلف على بيعها بسعر فائدة 100 ألف دولار سنويا و حسب قوله أن هذا المبلغ لن يكلف العم سام شيئاً ....
مادة أوراق الموساد الاثنى عشر المفقودة : 1- الإرهاب 2- استقطاب و تجنيد القادة 3- جمع التبرعات 4- حقول نفط سيناء 5- أرض إسرائيل 6- العرب 7- هجرة اليهود 8- الأسلحة النووية 9- حروب المستقبل 10- أقصى حدود الأمن 11- العداء للساميّة 12- كيف يغدو النفط مجزياً ؟. و هي اثني عشر محاضرة قدمت داخل أجهزة الموساد ضمن مستوى قيادي معيّن .
Jack Taylor the taxi papers israel's bluprint for empire
britich library cataloguing in puplic data printed in england by masland ltd ., tiveron , devon
إن القصة إما أن تكون خيالا بدون كاتب أو حقيقة بدون شاهد. لقد تمت كتابتها, أو بالأصح تم البحث فيها, بواسطة موظف بمكتب الاتصال الخارجي الأمريكي وإليه يعود الفضل في تحويل الكتابة إلى تقرير رسمي. هذا الرجل والذي أطلق على نفسه اسم جاك تايلور, قام خلال السنتين الماضيتين بإرسال مخطوطته من 15 إلى 20 دار نشر في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة, وجميعها رفضت أن تنشرها. عندما وصلتني, أجملَ الكاتب معها حتى ردود الرفض التي وردته, والتي أجمع غالبيتها على أن الكتابة إما كانت ركيكة أو بدت كخدعة- وأن في كلتا الحالتين, فإن الإسرائيليين لا ينجزون أعمالهم بهذه الكيفية, أو حتى إذا فعلوا, فإنهم سيجعلون حياة من يكتب عنهم "غير سارة". أشار بعض ممن رفضوا نشر قصته إلى أنها كانت مشوقة ولكنها كانت قصيرة جداً, وبالتالي فلن يتمكنوا من تسويقها. بعد قراءتها, أَقِرُّ بأني أتفق مع غالبية الانتقادات المرفقة. فالكتابة لم تكن راقية, وبالتأكيد فإن أمر تصديقها صعب جداً. ثم فكرت كم قارئ كان بإمكانه السفر مع البروفسور هاوكينج إذا حاول المحافظة على اهتمامهم بثمان مئة صفحة بدلا من مائتين؟ (يقصد الناشر بهذا أن أغلب القراء يفضلون الكتابات القصيرة, وقد تفوتهم مواضيع مهمة جدا إذا ما كُتِبَت بتفصيل مطول). أنا أيضا عملت في مكتب الاتصال الخارجي الأمريكي, وقد تقاطعت دروبنا أنا وجاك مرات عديدة, وقد كان هذا هو العذر الذي أعطاه لي لاختياره لي لأكون ناشر كتابه. أما بالنسبة لي, فكل ما أردته كان هو الثمن المادي إذ كنت على مرتب تقاعدي بسيط. أعتقد أني أخبرته أيضا أن عليه أن يحذر أن يُقتل, وكان هذا هو السبب في اختياره لاسم مستعار. اتفقنا أن نتقاسم الأرباح بالتساوي, ووعدته أني لن أنشر اسمه الحقيقي تحت أي ظرف من الظروف. "الوكالة" كانت تعرفه وسيعرفون أني لست سوى "متفرج برئ". أخبرني: "إن الموساد لها ذاكرة طويلة, ولا أريد أن أكون أنا من يثيرها".] روبرت بوميروي- أبريل 1992 . (الناشر( الباب الأول من كتاب أوراق التاكسي – رواية جاك تايلور: لقد مرت 14 سنة منذ حادثة "اوراق التاكسي". في يناير 1990 كنتُ في واشنطون. كانت السماء ملبدة بالغيوم, وكان ذلك اليوم من تلك الأيام التي تود فيها لو كُنتَ بالقاهرة أو بالقدس, أو في أي مكان يمكنك الجلوس فيه تحت الشمس. رن الهاتف, كان صوتا من الماضي, ولم أصدق مسامعي. كان صديقي قد تقاعد منذ بضعة أشهر, وقد رجع لتوه من إجازته لينتقل إلي بيته الجديد في كاليفورنيا. كنت أنا أيضا في طريقي إلى التقاعد بعد 35 سنة من العمل مع "الوكالة", سألته: "ولماذا كاليفورنيا بالذات؟" لم يشأ أن يتحدث على الهاتف, فالجواسيس هكذا- يكرهون الهواتف, ويمتنعون حتى عن ذكر الساعة إذا سألتهم عن الوقت! ولكن أذكر أني عندما أخبرته أن هواتفنا هي أكثر الهواتف أمنا في العالم, رد علي بنكتة من نُكَتِهِ اليهودية: "آمنة! ومن يهتم بهذا؟ ما يهمني هو أنني أنا من سيدفع ثمن هذه المكالمة." إلتقينا في مطعم صغير. لقد عملنا معا في الماضي لمدة تقارب الثلاثين عاما, غالبا في "نفس الجانب من السور". ولكن عندما يتعاون عميلين سريين معا, فأن هذا لا يعني أن يتقاسما جميع أسرارهما, كلاهما يُظهر فقط ما يكفي ليجد ما يحاول الطرف الآخر إخفاؤه. لم أحتجْ إلى مدة طويلة لأعرف ما الذي أراده الإسرئيلي مني. الحكومة الإسرائيلية لا تدفع جيدا لمتقاعديها. ولذا, فإن صديقي كان يريد مالاً, أي بمعنى آخر: كان لديه ما يبيع. كنت أعلم أن مكالمته لم تكن لأجل الصداقة أو حنينٍ للأيام الماضية معا, ولذا فقد أحضرت معي جهاز التسجيل الصوتي ووضعته بيننا وبدأتُ في التسجيل. وما يلي هو النسخة الكتابية للمحادثة بيننا: [قلت له: "هيا, آت بما عندك, قد لا يكون عندي المبلغ الذي ستطلبه, ولكني سأرى ما لديك, وإن أعجبني, فسأقدم عرضي". رد عليّ: "لن تستعمل إسمي؟" قلت: "بالطبع لا, هيا ماذا عندك, وماذا تريد؟" بدأ يُذَكِّرني بقضية الطالب الإنجليزي وسائق التاكسي اليوناني, والحقيقة فقد فاجأني, لم أكن أتوقع أن يتحدث عن تلك القضية القديمة البالية. أضاف:" بدايةً, إنَّ قصة الإنجليزي كانت صحيحة. نحن وحدنا فقط من تتبعها لأننا كنا نعرف أنها صحيحة". فكَّرْتُ: إذا كانت الدعارة أقدم المهن, فالجاسوسية لا تبعدها بكثير, وفي كلاهما لا يمكن إخفاء العمر طويلا. وها هو أمامي رجل يرغب ببيعي مستندات معروفة منذ 14 سنة! قلت: "لا أعتقد أنك ستجد أحدا ليشتري ما تعرض, حسب ما أذكر, لقد تم إعتبارها مزورة منذ عام 1976 والآن تحاول أن تقنعني أنها أصلية. على كل حال أين هي تلك الأوراق ؟ " رد عليّ: "تلك الأوراق كانت توجيهات سياسية, يتم تحديثها كل عام. أذا كنت مهتما أستطيع أن أعطيك القصة كاملة, ولك فقط سيكون الثمن 10000 دولار في العام طوال حياتي وسأوقع عقدا بأن أكون مستشاراُ, ولن يكلف هذا العم سام شيئا. " فَكّرْتُ حينها أن أطفئ المسجل, ثم غَيّرْتُ رأيي. قلت له أني سأحاول, ولكن قد يصيبه مكروه. فرد علي: "نحن هنا في أمريكا وليس في إسرائيل. إن شئت أنت ستُقبل, توصية منك فقط تكفي." أجبته بأني لا أستطيع, فلا أحد سيهتم. رد علي: "هل سيهتم أحد بمعرفة من قتل رجلكم ريتشارد ويلش؟" قلت له: "ديك ويلش؟ هل كان يوجد رابط؟" رد:" نعم كان يوجد" مرَّت لحظة صمت رشفت خلالها قهوتي لأهضم هذه المعلومة, ثم سألته:" ولماذا لم يذكر الإنجليزي شيئا عن ويلش؟" هو: " لم يكن يعرف, كل ما كان يعرفه هو أن سائق تاكسي أعطاه مجموعة من الأوراق للترجمة- وهو نفس ما قاله للسفارات وللجرائد. لم يعرف من أين أتت. لقد خمَّنَ أنها صدرت من إسرائيل- ولم يكن هذا إستنتاجا صعباً. بالتأكيد لم يكن يعرف أن ريتشارد كان يحاول الحصول على نفس المستندات. لا نتعقد أنه كان يعرف حتى من كان ويلش. " أنا: "حسب ما أتذكر, كانت هناك مجموعة من الملفات" هو: "يجب أن تفهم أني لا أعرض عليك الملفات المفقودة. لقد تمت إعادتها إلى تل أبيب منذ حوالي 13 سنة. أعتقد أن كلتا الترجمة اليونانية والإنجليزية قد تم إعدامهما. ما أعرضه عليك هو ملخص التقرير عن كيف تمت سرقتها وكيف تم إسترجاعها, وكيف كانت لريتشارد علاقة بالموضوع." أجبته: "هل تمزح؟ لا يمكنك أن تتوقع منا أن ندفع لك الكثير على هذا!" فَرَدَّ عليّ: "لم أطلب مليون دولار, كل ما أطلبه هو نسبة 10% من مئة ألف من الأرباح, وبالمقابل سأقدم خدماتي كمستشار, وهذا لأجلك فقط". كان ردّي: " كل ما أستطيع القيام به هو أن أقدم طلبك للسلطات وهم سيقررون." بعد أن تأكدت أن المادة كانت جاهزة لديه, إتفقنا على أن أتصل به متى كان لدي رد, وأطفأت جهاز التسجيل, ثم افترقنا.]
في اليوم التالي أرسلت إلى رئيسي الرسالة التالية وصنفتها تحت التقارير ذات الأهمية والسرية القصوى: "إلى: مدير مكتب السي آي أي. من: قسم التقارير, الشرق الأوسط. الموضوع: مذكرة داخلية: تقرير عملية إسرئيلية. الإشارة: ريتشارد ويلش. الرمز: أوراق التاكسي. لقد إتصل بقسمنا عميل إسرائيلي متقاعد عارضا تقرير من الموساد يخص سرقة واستعادة بعض الملفات السرية الإسرائيلية. إني ألفت نظر المدير لما بهذا من علاقة بمقتل ريتشارد ويلش في أثينا: يوم 23 ديسمبر 1975. بالرغم من أني لم أستطع أن أجد في ملفاتنا أي إشارة إلى المستندات الإسرائيلية, يمكنك أن تتذكر أن في ذلك الوقت إستلام مكتبنا في لندن لأوراق أطلقنا عليها إسم "أوراق التاكسي" لأن من أحضرها أخبرنا أنه إستلمها من سائق تاكسي. عندها إتَّصَلَت واشنطون بمكتبنا بتل أبيب في محاولة لتصديق المستندات, فكان الرد سلبا. حينها إتصلنا مباشرةً بالإسرائيليين الذين بدورهم أخبرونا أنهم إستلموا نفس العرض وأنه, بعد المتابعة, تم التوصل إلى أن المستندات كانت تزييفا أخرقاً من قبل طلبة من جامعة أوكسفورد لغرض بيعها والحصول على مصروف جيب لعطلة الصيف. وبهذا أُقفِلَ الملف. اليوم, أعلمني المخبر أن أوراق التاكسي لم تكن مزيفة, بل كانت ترجمة لمجموعة من المستندات الإسرائيلية بالغة السرية, والتي تمت سرقتها وتصويرها بواسطة عميل موساد سابق موثوق به. يُعتقد أنه خطط لتهريبها خارج البلد إما للبيع أو لأنه كان عميلا مزدوجا. المخبر لا يحاول بيعنا صور من هذه المستندات. بل أخبرني أنه رأى منها واحد أو إثنان فقط, وأنه لن يبيعها حتى إذا كانا معه. ما يعرضه هو ترجمة مركزة لتقرير عملية الموساد الذي يحتوي على الكشف على الظروف التي أحاطت بمقتل ريتشارد ويلش وإستعادة الأوراق المفقودة. توصية: الشخص الذي يعرض علينا هذا العرض معروف جدا لدى قسمنا. طوال ال 25 سنة الماضية عملنا معا في عمليات مشتركة. تقديره في الدقة وإمكانية الإعتماد على معلوماته يظل دائما عالٍ: (4/5). وبما أنه مولود بالولايات المتحدة الأمريكية فهو يحمل جنسيتين ويرغب في البقاء بقية عمره في هذا البلد. ما يطلبه هو عقد كمستشار مدى الحياة بمرتب ثابت بقيمة 10000 دولار سنويا. هذا القسم يوصي بقبول العرض. فهذا لن يوضح لنا فقط بعض سوء التفاهم في الماضي بيننا وبين نظرائنا في إسرائيل, بل يمنحنا أيضا ميزة سنحتاجها جدا في مفاوضاتنا المستقبلية. قد نتعلم شيئا قد يساهم في إنقاذ حياة أحد رجالنا في المستقبل. لذا, لندفع "ثلاثون قطعة من الفضة" وننقصها من القيمة السنوية التي ندفعها للموساد! عدالة شاعرية؟ بعد أسبوع جاء الرد بالموافقة, إلتقيت بعدها معه ومعي الشيك والعقد, ورجعت ومعي الملف التالي, أرسلت منه نسخة إلى مكتب المدير واحتفظت لنفسي بنسخة, وها هي أمامكم. جاك تايلور. لندن. مايو 1990
محتوى التقرير: بتاريخ 25 نوفمبر 1975 سقطت طائرة حربية إسرائيلية على صحراء سيناء تحمل 20 راكبا بين جنود وطقم الطائرة, ولقى جميع ركابها مصرعهم. عثر عليها بَدْوٍ عرب في المنطقة وكانوا هم من ساعد اللجنة الإسرائيلية في تحديد موقع الحادث. المفاجأة غير المتوقعة كانت عند عدَّ الجثث: فقد وُجدت جثة زائدة. كانت ملابس الجثة رثة وكان صاحبها بدون حذاء. في البداية كان الجنود سيدفنونه في الصحراء على إعتبار أن الجثة الحادية والعشرين كانت لبدوي مجهول شاء حظه التعس أن يكون في المنطقة وقت وقوع الطائرة, ولكن الموقف تغير حين إنتبه أحد المفتشين لنعومة يَدَيّ الجثة وكذلك لطريقة الختان النظيفة والواضح أنها كانت على يد أحد الأحبار اليهود وليست من عمل جزار بدوي. ومع التقصى من المطار الذي أقلعت منه الطائرة المنكوبة, إتضح أنها فعلا كانت تقل راكبا إضافيا قد توقف بطائرة صغيرة للتزود بالوقود قبيل إنطلاق الطائرة الحربية, ولكنه تمكن من إقناع كابتن طائرة النقل العسكرية بأن يقله على متنها مع ركابه. سرعان ما تبين أن هذا الراكب كان يعمل في قسم الأرشيف للموساد بتل أبيب, وقد تقاعد منذ فترة وجيزة. حسب القوانين الإسرائيلية, لم يكن مسموحاً له بالخروج من إسرائيل حتى تنقضي مدة خمس سنوات من تاريخ تقاعده. أثار خروجه من إسرائيل قبل إنقضاء المدة القانونية شكوك لجنة التفتيش, فقد كان من الواضح أن الرجل كان ينوي التسلل خارج إسرائيل بدون علم السلطات, مما شكك السلطات بأن الرجل ربما كان ينوى تسريب ملفات من الأرشيف. وهكذا بدأت مهمة البحث عن أغراضه الشخصية التي كان يحملها معه. بعد أيام قليلة وصل بلاغ إلى تل أبيب عن حادثة إطلاق نار على عربي كان يحاول العبور من بوابة رفح بعُجالة مما أثار شكوك الحراس بأنه كان يخفي شيئا ما, فأطلقوا عليه النار وأردوه قتيلا, ولكنهم بعد أن قام الجنود بتفتيشه وتفتيش شاحنته لم يجدوا لديه ما يخفيه. ولكن لفت إنتباههم لباسه, فقد كان يلبس جاكيت من ماركة عالمية لا يمكن لراعٍ بدوي في صحراء سيناء أن يمتلكها, وكذلك فقد كان حذاؤه مميزا, فقاموا بتسليم الجثة لأهله. عند سماع تل أبيب بهذا الخبر, إنطلق مخبريها للبحث عن الراعي المقتول ليجدوا أنه قد تم دفنه. فاستُخرجت جثته من القبر ليجدوا الجاكيت معه في القبر بينما كان الحذاء غير موجود. أقام المخبرين الإسرائيليين الدنيا وأقعدوها, وقاموا باستجواب الكثيرين من بدو المنطقة, فتبع ذلك أن أحضر مجهول الحذاء ليرميه أمام مركز شرطة تل أبيب, وقد كان جزء من الكعبين منزوعا وكانا الكعبين مفرغين, كما كُتب على نعل الحذاء باللغة العربية: "إلى الجحيم يا ايها اللقطاء". خلال نفس الفترة, تأكد للموساد خطورة الملفات المسروقة وتبين ضرورة إستردادها وإلا فإن "إسرائيل ستضيع من جديد". قد تعتقد أننا نبالغ بهذا التعبير, وربما تكون على حق, وبالرغم من أن كل ما رأيته بنفسي من تلك الملفات لم يكن سوى موجزاً ملخصاً لبعض منها, إذ أني لم أرها كلها, ولكن صدِّقني حين أصفها بأنها ديناميت! أي شخص يرغب في الإضرار بإسرائيل كان سيدفع ثروت طائلة ليحصل عليها. في النهاية وصلنا تقرير من مخبر بأن بحاراً يونانياً أحضر أفلاما من حيفا تحصل عليها من عربي في مقهى, توجهنا للمرفأ, إلا أننا وصلنا متأخرين, فالسفينة كانت قد أقلعت قبل وصولنا بيوم. قد يبدو أمر الحصول على ميكروفيلمين من الأمور المستحيلة. فكل يوم الآلاف من العرب يتنقلون بين غزة وتل أبيب وحيفا. لذلك فقد عززنا الحراسة على البوابات هناك وعلى المنافذ البحرية في تل أبيب وحيفا. وكذلك, فقد نشرنا بين الناس عرضا سخيا لمن يحضر لنا فيلمين أشعنا أنهما كانا ذي أهمية تاريخية. لن أطيل في ترجمة التفاصيل, وسأنقل باختصار الأحداث التالية على لسان العميل الإسرائيلي: ... إستطاع عميلينا من العثور على الفيلمين ولكن ليس قبل أن يتمكن أحد المصورين في اثينا من تحميضهما وطبعهما, وأخبرهما أنهما كانا يحتويان على صفحات من كتابة لم يستطع أن يتعرف عليها. كذلك فقد أخبرهما أنه قد أعطى الطبعات لسائق تاكسي حضر لإستلامها, وأنه على الأرجع كان في طريقه للبحث عن مترجم ليتعرف على اللغة وليترجم الصور إلى اللغة اليونانية. هكذا تمكنا من الحصول على الأفلام لنبدأ في مهمة البحث عن الصور المطبوعة وأي نسخ منها بأي لغة أخرى. طلب سائق التاكسي من أحد المترجمين أن يترجم ما بالطبعة, ظنا منه أنا كانت تحتوي على معلومات عن حفريات في صحراء سيناء, وكان يطمع في بيع المادة المترجمة لشخص ذو إهتمام بالحفريات أو الآثار ليحصل على مبلغ مالي بدلها. أوصلنا البحث إلى شخص يحمل حقيبة لكي يستلم الترجمة, وأطلق عميلينا أعيرة نارية على هذا الرجل ظنا منهم أنه كان يحمل بحقيبته الأوراق المسروقة وأردوه قتيلا ليجدوا بها كمية كبيرة من الدولارات بدلا من المستندات. كان هذا الشخص هو "ريتشارد والش" وقد قُتِلَ خطأً, على أنه البائع وليس الشاري. وبعد أسبوع من مقتل العميل الأمريكي, أعلنت مجموعة مجهولة مسؤوليتها, وهكذا أُعفِيَت الموساد من محاولة تبرير الحادث ولم يشك أحد بِصِلتها بمقتل والش. تتبعت الموساد المستندات حتي تم إسترجاعها. وتم كذلك فيما بعد مقتل كلا من السائق والبحار في "ظروف غامضة". حسب علمي العملية إنتهت هنا, ولكن يُقال أن نسخة إنجليزية من المستندات لم تُسترد, وهي ما يُطلق عليه "أوراق التاكسي", ولكني متأكد أن لم يتبقى منها سوى الإسم, حيث أننا إشتريناها في عام 1976 . وهكذا أقفِلَ الملف. ميامي, ديسمبر 1989 - العميل الإسرائيلي.
ملاحظة من الكاتب (جاك تايلور): منذ لقائي مع العميل الإسرائيلي, وقراءتي لتقريره المختصر أعلاه, إستنتجت أنه لابد أن المستندات كانت ذات أهمية قصوى إلى درجة إستعداد والش لشراءها بذلك الثمن والذي أراه مرتفعا حتى في يومنا هذا, فقمت بتحريات لاستخراج ملف أوراق التاكسي من أرشيف محفوظات ال سي آي ولكني لم أفلح. بل قيل لي أنها قد تكون قد أُعدمت. ثم خطر ببالي أن أبحث في أرشيف الجرائد في لندن, ووجدت ظالتي. لم يكن بها الكثير, فقد بدت لأول وهلة وكأنها تقارير عامة عن مواضيع مثل العداء للسامية, عوائد البترول, الهجرة, إلخ.. وأُرْفِقَت تلك التقارير رسالة كان بها عرضاً للبيع لنسخة المستندات المترجمة بالإنجليزية. لم يكن بالرسالة أي تاريخ أو توقيع. أشار صاحب الرسالة إلى أنه إنجليزي وأن لديه النسختين اليونانية والإنجليزية للبيع. خمنت أنه من الأرجح أن يكون صاحب العرض من الذكاء لكي يعرف قيمة المستندات ليعرضها بذلك الثمن الباهض في ذلك الوقت, وفكرت أنه من المحتمل أن يكون من سكان أوكسفورد المقيمين. فذهبت لأوكسفورد, ووضعت إعلانات في أماكن مختلفة مبديا فيها رغبتي في شراء الأوراق المعروضة مع عنوان يمكن الإتصال بي به. وفعلا نجحت خطتي, وبعد ثلاثة أيام كانت لدي نسخا من التقارير الإثنى عشر, وقد سرَّني ذلك بالرغم من "الثقب" الذي أحدثته في جيبي. وها أنا الآن أضعها بين أيديكم. جاك تايلور- أوكسفورد, أكتوبر 1990.
الورقة الأولي: الإرهاب إن الإرهاب هو السلاح النموذجي. إنه رخيص, سهل الإستعمال, صعب أن يُكتشف, سريعٌ ومميت, ومع هذا كله فهو قادرعلى إنتاج أرباحا سياسية ومادية لأمد طويل بعد أن يكون الفعل نفسه قد نُسِيَ. كان, ومن المحتمل أن يكون, دائما سلاحنا الأكثر فعالية. في نفس الوقت, لا يمكننا الإعتراف بأننا نستعمله. يُعتبر الإرهاب نوعا من الحرب القذرة وغير المُشَرَّفة - كما لو كانت هناك حروبا أخرى غير ذلك! إذا كان هذا هو ما يريده مواطنونا وأصدقاؤنا, فنحن أيضا نستطيع أن نكون واقعيين وأن ندّعي بأنه لم يحدث ولن يحدث أبدا أن نزلنا للحضيض باللجوء إلى إستخدام هذا السلاح. من هنا فصاعدا سنستمر بنفس الكيفية كما فعلنا دائما, ولكن سنكون أكثر هدوءا بما يخص هذا الموضوع. هذا ينقلنا إلى المطلب الأول والأمتن: الإنكار! لندع هؤلاء المتهورين أمثال الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, الجيش الجمهوري الإيرلندي, الجبهة الإنفصالية الأسبانية, وباقي المغفلين والهواة الآخرين يتباهون بأعمال العنف التي يقومون بها. كم ربحوا من الأرض والحلفاء والمكاسب بتلك الطرق؟ المطلب الثاني هو, ومتى أمكن: إجعل جانبا جديداً - حليفاً أو عدواً – يقوم بالعمل القذر بدلا منك. المطلب الثالث هو, ركز على العمليات المربحة. الإنتقام والزهو قد يرضى غرورك, ولكنهما لا يفعلان شيئا لأجل ثروتك, أمنك, قوَّتك وحجم بلدك أو الخير لأبناء بلدك. تجد بالقائمة التالية ما نأمل أن ننجز عن طريق الإرهاب: أولا: إسكات, ثم إضعاف, وأخيراً إزالة عدونا. ثانيا: إنزال الرعب في قلوب الشعوب غير اليهودية, وتثبيط عزيمتها وإفقارها, مع الهدف النهائي لإقصائها عن الأرض التي نرغب في إحتلالها ثم ضم هذه الأرض إلينا. ثالثا: غرس روح التفوق في نفوس أهلنا, وروح الكراهية تجاه الناس الذين سنزيح. ملاحظة: توجد ورقة سياسية أخرى عن التطوير الشعبي تشرح لماذا يُفضَّل دائما وجود أقلية عربية. هذه لها علاقة باليد العاملة ولتشكل وسادة واقية بين يهود المنطقة الأصليين واليهود القادمين من أوروبا الشرقية. يكفي هنا سرداً لأهداف الإرهاب, ولننظر الآن إلى صنفين عامَّين لهذا الجانب: الأول: إيجابي, وهو العمليات التي ننفذها بأنفسنا. كنا نعتمد على قدر معين من المساندة من هيئات حكومية بحكومات أخرى أو حتى مخابرات أجنبية, ولكن بعد أن حصلت بعض الحوادث "غير السارة", فإننا نميل إلى العمل لوحدنا متى كان الأمر ممكنا. الثاني: سلبي, وهو إرهاب المستقبل. هنا نقنع غيرنا – ويا حبَّذا لو كان هذا الذي نقنعه هو عدونا الحقيقي – ليقوم بالمهمة لأجلنا. نستطيع أن نستخدم طمعه, غروره, رغبته في الإنتقام أو مثاليته التي في غير محلها. وقد نستخدم خلطة من هذه الدوافع. هذا يعتمد على الكيفية التي نلعب بها دورنا ودرجة سذاجة ضحيتنا. آخر عامل يمكننا تقريره هو إذا ما أردنا لعمليتنا أن تكون علنية أم سرية. كذلك, حتى إذا ما قمنا بأنفسنا بجميع عملياتنا, فإننا سنعلن مسؤوليتنا عن البعض منها فقط, بينما سنتكتم عن البعض الآخر. بالرغم من إعترافنا بخطف آدولف آيتشمان فإننا بالطبع لم نعترف أبداً باغتيالنا لأشخاص أمثال "بيرنادوتي" (كان مفاوض الأمم المتحدة في فلسطين, تم إغتياله على يد إرهابيين يهود بتاريخ 17 سبتمبر 1948) أو فوريستار أو روبرت كينيدي, بالرغم من أن تلك العمليات خدمت مستقبل إسرائيل بشكل يفوق الوصف. نظريا, أي عملية يتم تنفيذها عن طريق "الوكالة" (الموساد) يجب أن تتم بعلم وبموافقة رئيس الوزراء. تختلف الحقيقة أحيانا عن النظرية. بعض رؤساء الوزراء أمثال بن غوريون كانوا يريدون معرفة كل شئ, بينما آخرين, مثل جولدا مائير فَضَّلوا أن لا يعرفوا. إذا ما قمنا بعملية بشعة مع معرفتنا بأنها ستواجه معارضة حتى من ناسنا وصحافتنا, فإن رئيس وزرائنا سينفي أنها حدثت أو أن كان لديه أي علم مسبق بها. إنها القصة القديمة: للنجاح آلاف الأباء, بينما يظل الفشل يتيما ! أنظر إلى بعض من عملياتنا, الناجحة منها والأخرى. هذا التمرين يجب أن يجيب على بعض الأسئلة عن لماذا قمنا ببعض الأمور وربما كيف كان بمقدورنا أن نقوم بها بشكل أفضل. لنأخذ حالة أدولف آيتشمان[7]. بمجرد أن إنتشر الخبر بأنه لا يزال حيا يرزق, عرفنا أن علينا القضاء عليه. كانت الفكرة السائدة أن يتم ذلك بهدوء وبسرعة بقدرالإمكان. لم يكن هذا لمجرد الإنتقام من قاتل جماعي, بالرغم من أنها كانت سببا كافيا وكان بالإمكان إتمامها بفعالية بواسطة رجل أو إثنين ذوي خبرة في هذه الأمور. ولكن إذا حدث خطأ ما ونجا من محاولة القتل, فلن تتسنى لنا فرصة ثانية. كانت بحوزة آيتشمان معلومات لم يكن لا للإنجليز أو للأمريكيين أو للإسرائيليين جميعهم أي رغبة بأن تخرج على الملأ. القصة ترجع إلى عرضٍ عَرَضَهُ النازيين بالسماح لليهود والحلفاء خارج أوروبا بشراء حرية عدد كبير من اليهود المتواجدين في المعسكرات النازية. إشتهرت الصفقة حينذاك بإسم "الشاحنات بدل اليهود" ولكن روزفيلت وتشيرشيل رفضا الموافقة عليها على الصعيدين العسكري والسياسي. لم يشاءا أن يُزَوِّدا العدوّ بأي معداتٍ للنقل, ولم يشاءا معاداة أصدقائهما العرب باستقرار هؤلاء في فلسطين. بالتأكيد كل هذا أصبح قصة قديمة ولذا, فإن أمر إثارتها من جديد لن يسبب أي ضرر, ولكن كان هناك جانب آخر لهذه القصة وقد كان سيكلفنا خسارة الكثير من التأييد من اليهود في العالم أجمع. كان هذا الجانب هو الدور الذي لعبه القادة اليهود في تلك المفاوضات. إن هذه الورقة هي ورقة تدريب, وليست توثيق تاريخي. لا يمكن تحقيق أي مكسب هنا عن طريق كتابة تقرير عن "من قال ماذا" منذ ثلاثين سنة مضت. وما دامت هذه القصص باقية في مملكة الإشاعات والثرثرة, فإنه يمكن تجاهلها بأمان, ولكن ماذا إذا وصلت أسماء وتواريخ وربما رسائل ومذكرات لمن هم ليسوا بأقل مكانة من أدولف أيتشمان؟ عندما أعلمت الموساد بن غوريوت بعزمها على التخلص من آيتشمان, كان المفترض أن يقول: "إذا فشلتم وتحدث, كم يهودي تعتقدون سيرغب في القدوم إلى إسرائيل؟ أخرجوه من الأرجنتين ثم قوموا بما تريدون!" بالرغم من أن الأمر كان صعبا, إلا أننا تَمَكَّنِّا من إخراجه من الأرجنتين وأحضرناه لمحاكمة صورية في إسرائيل. لم نكن نريده أن يتكلم خلال المحاكمة, فوضعناه في غرفة مضادة للرصاص بحجة حمايته من أي هجوم من قِبَلِ سجنائه السابقين, ولكن في الحقيقة كانت الغرفة مانعة للصوت أيضا, وبذلك ضمنَّا السيطرة على ما نريد للحضور سماعه, وذلك بفتح الميكروفون أو قفله حسبما شئنا. ساعد هذا كثيرا في حجب الحقيقة عن العامة بالإضافة إلى الضمانات التي أعطيناها لآيتشمان بأننا سنصدر حكما مع وقف التنفيذ وذلك بسبب عمره وصحته إذا ما تعاون معنا ولم يفصح عن هويته اليهودية ولم يذكر أسماء اليهود الذين رفضوا صفقة الشاحنات بدل اليهود. في نهاية المطاف صدر بحقه حكم بالإعدام شنقا بعد أن إستنفذ فرصة الإستئناف وجميع الطرق القانونية المتاحة. تبقَّت لنا عقبة واحدة وهي: من سينفذ حكم الإعدام؟ فقد كنا نخشى أن ينطق بما لا نريد حينها. كان آيتشمان يعرف لغات كثيرة ولكنه كان يجهل العربية. وهكذا فقد وجدنا الحل: لقد أتينا بعربي لينفذ الحكم, وبهذا أخذ آيتشمان معه إلى القبر سراً كان سيكلف إسرائيل بلايين الدولارات من المساعدات الأمريكية, وانتهت عمليته بشكل مرضٍ. مستقبل إسرائيل يعتمد على "البشر" و"الأرض", لذلك يجب علينا أن تستخدم جميع الطرق المتاحة لنزيد من تعدادنا السكاني ومساحة أرضنا. اليوم هذا بلد صغير, وليس خصباً كما نود. ولكن, بالنسبة للوقت الحاضر, فإن هذا هوالموجود, وعلينا أن نصنع منه أفضل ما يمكننا, بدون أن ننسى أن الخيارات المتاحة لنا في أوقات الحرب لا وجود لها في وقت السلم. يوجد بالمقابل لكل أسرة عربية تغادر بلدنا مساحة ل1.2 مهاجر إسرائيلي. في وقت الحرب, يمكن توزيع المدنيين وتغيير أماكن إقامتهم, نفيهم, أو حتى التخلص منهم إذا أمكن القيام بذلك بسرعة وبدون شوشرة إعلامية. إن مجازر دير ياسين, وكفر قاسم, وقبية واللد أدت خدمة جليلة لبلدنا. لقد قدَّرنا أن المُحَصَّلة من هذه الأحداث كانت: إقناع حوالي مليون عربي بمغادرة إسرائيل, تاركين خلفهم ما يقدر ببليون دولار من الأراضي والمساكن والمصالح وغيرها من الممتلكات. بالطبع لقد قدمنا تعويضات, ولكن ليس من الممكن دائما إثبات الملكية, فمَبانٍ كثيرة كان يجب هدمها لتحوَّل الأرض إلى شوارع, وحدائق, ومدارس ومبانٍ حكومية أخرى. ماذا كان الثمن الحقيقي؟ بضع مئات من الأرواح وبضع ملايين من الدولارات*. المشكلة هي أننا في فترة السلم لا يمكننا أن نحرك عمليات من هذا النوع. على الأقل لا يمكننا أن نبدأ بعمليات "إيجابية", ولكن العمليات "السلبية" موجودة دائما في عين الإعتبار. إن العربي الذي له أسرة, ومنزل, ووظيفة سيتردد على الأرجح في بدء أي شئ, ولكن ماذا يحدث إذا كُسِر زُجاج نوافذه, وضُرِبَ أطفاله, وقُطِعت عجلات سيارته, وبُصِقَ على زوجته وأُهينت؟ حينها يمكنك أن تحصل على رد فعل من النوع الذي تستطيع أن ترد عليه. الحقيقة أنه ليس من الصعب أبداً أن تثير الشغب, ولكن يجب أن تقوم بذلك لغرض معين. لنفترض أننا نرغب في إزاحة السكان العرب من منطقة محددة. في فترة زمنية معينة يمكننا التوصل لذلك بدون أن يعرف أحد أن كان لنا أي يد في ذلك." ***** ... إستمر الكتاب في وصف طرق لخلق البلبلة بين السكان العرب واليهود, وكيف يمكن تصعيد الأمور من مشاجرة بسيطة بين شابين (إسرائيلي وفلسطيني) لكسب ودِّ فتاة إلى تحريك البلدوزرات لهدم بيوت ذوي أولائك الشباب العرب! فقط بإثارة الشغب وتصعيده. ومع ذلك فالورقة تحذر من تجاوز حدودٍ معينة لكي لا يكون رد الفعل شديدا إلى درجة تؤثر في إقبال اليهود على الهجرة إلى تلك المنطقة بسبب تكرار الشغب فيها, أو إذا أدت أحداث الشغب إلى قرار اليهود المقيمين بالمنطقة بالهجرة بعيدا عنها, أو إلى إنخفاض المعونات التي تَرِدُ إلى إسرائيل بسبب عدوانها على الفلسطينيين. هنا ينصح التقرير بأن لا يتوقف اليهود عن البرنامج ولكن ليحوروه فقط, فلن يكون من مصلحة اليهود التخلص من العرب إذا غادر اليهود أيضاً. ويواصل التقرير: "من هنا نتعلم أن الإرهاب سلاح ذو حدين. لذا, هل نتخلى عنه؟ لا, بل لنجعل الحد الآخر غير حاد! سنستمر في إستعمال العمليات السلبية, ولكن هذه المرة سنجعلها من جانب واحد بالكامل – عرب ضد عرب وبدون علاقة لليهود بالصراع. قد يبدو هذا صعبا, ولكنه ليس بالصعوبة التي نتصورها. كالعادة, نحن نبدأ بحالة نعرف جيداً أنها حقيقة, على سبيل المثال كنزاع بين أسرتين لسبب ما, كالمُلك مثلا, أو مشروع تجاري, أو موضوع عائلي, لا يهم. الأرض هنا خصبة لزرع بذور الشقاق والفتنة. ثم يتقدم مجهول بقتل أحد ما من إحدى الأسرتين. سنضمن بالتأكيد تصاعد الصراع, وفي حالات كثيرة ينتهي هذا بالموت لآخرين من نفس القرية وسجن البعض الآخر وفي بعض الأحيان نفي جزء كبير من أهل القرية. لن يكون لأي إسرائيلي يد في كل ما حصل للقرية المذكورة, وسيكون هذا الحدث إضافة أخرى لرصيد العرب وبالأخص الفلسطينيين في كفة الإرهاب. هذين مثالين فقط عن كيفية إمكان إستخدام الإرهاب في أرضنا لصالحنا. وبالمثل فهو سهل ومربح في الدول المجاورة. بالطبع لبنان ستكون أول هدف. فبخليطها المكون من المسيحيين, الدروز والمسلمين يمكننا أن نجعلهم يقومون بمذابح ضد بعضهم البعض وسيكون الثمن بضع آلاف من البنادق والقنابل اليدوية. هذه ستكون هدفنا الكبير القادم, ولكن سيكون من الخطأ أن نبدأ أي عملية قبل أن نكون مستعدين تماما لها. ***** مثال آخر للميزات والمخاطر التي تحيط بالعميل الإرهابي السلبي هو عندما إستخدمنا الشاب الماجن الفنزويلي المدعو "إليخ سانشيز"[8] . ولقد لفت لفت إنتباهنا إلى هذا الشاب عام 1969 نفس العميل الذي صادق القذافي. كان سانشيز مُحمَّلا بالديون, وأعطى الإنطباع بأنه سيقوم بأي عمل لأجل المال. أعطيناه دورة تدريبية قصيرة في مدرستنا بالقرب من باريس**. كان قد تدرب تدريبا مُرَكَّزا في روسيا, ولكنه لم يكن طالبا جيدا وكان متحدثا بارعا أكثر منه كعميل. كان الأمن لدينا سريا جدا إلى درجة أنه إستغرق عامين قبل أن يعرف لصالح من كان يعمل. ناسبنا هذا, وناسبه هو أيضا. عندما أرسلناه في إحدى المهام إلى ليبيا, ظن أن الهدف كان التخلص من القذافي. ولقد كدنا أن ننفضح حينها إلا أننا تمكنَّا من السيطرة على الموقف. لم يكن باستطاعتنا أن نعلمه بأننا كانت لدينا ترتيبات خاصة مع العقيد في طرابلس أيضا. كان من المفترض أن تتم هذه المهمة بأقصى درجات السرية ولكننا لا نعرف كيف تسربت المعلومات – ليس لوسائل الإعلام أو للجمهور ولكن لبعض الرتب العليا بإسرائيل, وحسب مقاييسنا فإن هذا لا يختلف عن أن تكون قد تسربت للجميع. أحسسنا حينها أننا كنا نتعامل مع شخص خَطَرٌ علينا. حاول مدير الإستخبارات أن يشرح لرئيس الوزراء أن الخطر الوحيد كان يكمن في أن الكثيرين كانوا على علمٍ بالموضوع. لقد كان على معرفة ببرنامج خارجيتنا لتدريب وتأهيل القيادات ولكن ما أغضبه هو أن أحداً ما سرَّبه. تمكنّا من التنصل بنشر قصتنا المعتادة بأن كل ذلك كان للدعاية ضد إسرائيل. إحدى المهام التي أوكلناها لشانسيز كانت بأن يرعب بعضا من المساهمين الذين توقفوا عن دفع تبرعاتهم السنوية. في البداية ظهر أسم سانشيز أيضاً في قائمة المُرَتَّبات الإسرائيلية, وفكرنا حينها أن نلغي العملية, ولكن المدير قرر أن نستمر في الخطة. كان أول هدف لنا مالك ماركس آند سبنسر, جوزيف سيف. لم نكن نرغب في إستخدام العنف, كل ما طلبنا منه هو مواجهة قصيرة, ربما بتلويح مسدس فارغ في وجهه. سيوحي هذا بأن اليهود مستهدفين وأن إسرائيل بحاجة لكل مساندة يمكن أن تُقّدَّم لهم. المشكلة هي أن راعي البقر الفنزويلي ذو الأصول من جنوب إفريقيا كان محبا للإستعراض وآثر أن يطلق الرصاص الحي حول الهدف إلى درجة أنه كاد أن يقتل الرجل المسكين, مما دفعنا بالطبع إلى إلغاء البرنامج بأكمله. السؤال كان: ماذ يجب أن نفعل بالفنزويلي؟ لم يكن أحد يعرف أن له علاقة بنا, ولكن كيف لنا أن نتأكد من ذلك؟ بعضنا أراد التخلص منه قبل أن يسئ إلينا, بينما أشار البعض الآخر إلى أننا دفعنا له الكثير وفضّلوا البقاء عليه حيا حتى نحصل منه على مردود ما دفعنا قبل التخلص منه. إذا إستمر كل شيء حسب المخطط فإننا قد نستعمله (يقصد سانشيز) في صفقة خيار البترول, والتي قد تربحنا ما يتجاوز المئة مليون دولار باستثمار مبلغ لا يزيد عن مليونين. ستجدون هذه بشرح مفصل في ورقة أخرى. تم مرة إقتراح إستخدام رجال مثل كارلوس سانشيز للتخلص من فلسطينيين من أمثال عرفات. الشئ الذي لا يمكن للكثير من اليهود أن يستوعبوه هو أننا بدون الضغط المستمر من المجموعات الفلسطينية المختلفة, إسرائيل قد تفقد روح الإبتكار وتصبح دويلة أخرى لا أهمية لها من دول الشرق الأوسط. نحن نحتاج لهم لأنهم يعطوننا سببا للحرب, وبالتالي نحصل على كُل من المال والسلاح من أمريكا! * حسب مصادر كثيرة مثل النيويورك تايمز وجريدة القدس, ومذكرات إسحاق رابين, وكذلك مستندات سرية لوزارة الخارجية الإسرائيلية, العدد الكلي للضحايا العرب من فلسطين كان يفوق ال50000 نسمة. ** هذه مدرسة خاصة بالموساد لإعداد وتأهيل المجنّدين من العملاء المستقطبين, وتقوم بها دورات مكثفة لهذا الغرض. سيأتي فيما بعد ذكرها من جديد مع تفاصيل تجنيد القذافي في الورقة الثانية. (إنتهت الورقة الأولى)
الورقة الثانية: إستقطاب وتجنيد القادة إن برنامج إستقطاب وتجنيد القادة يعود مصدره للسياسة الإمبريالية البريطانية لخلق تحالفات مثمرة ومتبادلة الأطراف مع قادة متنوعين كمهراجا هندي أو رئيس من الأسكيمو. هذا النوع من العلاقة ليس لشراء أصدقاء أو حلفاء كما يشاع لدى بعض الإسرائيليين والأجانب. نحن لم "نشترى" هنري كسِّنجر بأكثر مما "إشترى" البريطانيون سلطان جوهر دار التعظيم (ولاية ماليزية) . كل ما قمنا به هو تقديم يد المساعدة له ليتحصل على بعضٍ من الأهداف التي كان يطمح إليها. وبالمقابل, لم نتوقع منه أكثر مما تحصلنا عليه من اللورد بلفور عام 1917 , والذي إرتفع إلى "أكثر قليلا" من مجرد "إثبات بسيط" للصداقة. هذا البرنامج هو ما يمكن لرجال الأعمال الأمريكيين أن يسموه "إصطياد الرؤوس". باختصار, هو أن نكتشف أفضل شخص مؤهل ونعرض عليه تنسيقاً مربحاً بشكل متبادل. بالطبع لا يتم أي إتفاق بالكتابة. فهذا أمرٌ لا ضرورة له بين الشرفاء. مفهوم ضمنا أنه قد يكون ضروريا في بعض الأحيان في المستقبل أن ينفي أحد الأطراف وجود أي تنسيق. من نسميه ب"صياد الرؤوس" يبحث عن الرجال والنساء الأكثر فائدة, وخصوصاً أولائك الذين لديهم ضعفا معينا يمكن إستغلاله. قد يكون أحدهم رجل أعمال يهمه زيادة أرباحه, وقد يكون غيره شخص ذو طموح في الصعود في مهنته السياسية, وهكذا, فإن آخرين قد يكونون راغبين في سمعة جيدة, أو ببساطة, راغبين في السلطة. توجد أعداد لا حصر لها من الأسباب أو مجاميع من الأسباب. نحن يمكننا مساعدة أي شخص من هؤلاء, وكذلك فهم بدورهم يستطيعون مساعدتنا من حين إلى آخر. الكونجريس, مجلس الشيوخ, المحكمة العليا؟ نحن نستطيع أن نحَسِّنَ الدرب نحو جميع هؤلاء. نستطيع أن نوصل الرجل الذي يمتلك المؤهلات اللازمة حتى إلى البيت الأبيض. لقد كانت لنا حالات فشل, ولكن بعد 1928 أصبحت نادرة. روزفيلت ربما كان أول محاولة ناجحة لنا للتأثيرعلى إنتخابات. لا أحد يمكنه أن يعرف إلى أي مدى ساعدناه في المرات الثلاث التي أنتُخِبَ فيها, نعم روزفلت خيَّب آمالنا فيما بعد بعض الشئ. فبمرور السنين بدأ يُبدي علامات معاداته للسامية! وبالرغم من هذا, فإن المساعدة التي قدمناها له أثمرت ثمارا تُقدّر بما يساوي آلاف المرات مما قدمناه له, وذلك باختيارهاري ترومان كخلف له. وبالرغم من أن ترومان قدم لإسرائيل ما لم يقدمه أي شخص آخر من خارج أهلنا, فإننا في نفس الوقت لا يمكننا الإدعاء بأنه مجنُّد بنفس الطريقة التي نستطيع أن نعلنها عن جونسون أو كيسِّنجر. يمكنك القول بأننا "إستخدمنا" ترومان, ولكننا "أنجزنا صفقات" مع جونسون وكسِّنجر, كما فعلنا مع نساء ورجال آخرين من ذوي الطموح في جميع أرجاء العالم. ترومان لم يكن رجلا سهل الإستعمال. كان رجلا ذو ذكاء محدود ولم تكن لديه معرفة بالعلاقات الخارجية, وسياسته كانت قديمة. في ذلك الزمن, كنا نحن اليهود غرباء عن السياسة في أمريكا, مع أننا تعلمنا الكثير في عهد روزفيلت. في عام 1947 , عندما كانت منظمة الأمم المتحدة تستعد للتصويت لتقسيم فلسطين, نحن بالطبع أردنا أن نضمن أن يكون التصويت ب"نعم". هذا يعني إنسحاب الإنجليز وفتح الطريق لدولة إسرائيل. كان العرب ضد القرار, فقد رأوا في ذلك تغلغلا أجنبيا في أراضيهم. البريطانيين كانوا ضد القرار أيضا إذ رأو به تهديدا لتأثيرهم, وتحركا سيزعزع إستقرار منطقة الشرق الأوسط وبالتالي سيؤدي إلى حرب طويلة. كنا قد ضَمَنَّا الرأي الأمريكي, ولكن حين آن الأوان للضغط من أجل التقسيم, ترومان كان هو رجلنا. لم يكن يهمه سواء كان التصويت بنعم أم بلا, ولكنه إستاء من الضغط الذي تعرض له من الكتلة اليهودية. كان يبدو وكأنه سيتخذ موقفا مضادا للتقسيم كما كان يفعل وزير دفاعه فوريستال***. كانت هناك أصواتا بين المتشددين منا تنادي بالتخلص منه. أعتقد أن المقصود هنا بالتعبير السياسي – فالإنتخابات كانت على الأبواب في نوفمبر. ثم حدثت مفارقة غريبة: رفض ترومان أن يجري مقابلة مع الدكتور وايزمان, فقام شريك سابق للرئيس في مهنته السابقة, جاكوبسون, بالإتصال بالرئيس فانقلبت المعايير. منذ ذلك الحين أصبحنا أفضل أصدقاء وطوال الأربع سنوات التالية تمكنا من الحصول على كل ما أردناه. (إحتجنا لبعض التخطيط لأجل التخلص من فوريستال, ولكن لحسن حظنا, تم إيواءه بالمستشفى حيث تمكن أحد رجالنا من الوصول إليه). تعلّمنا الكثير منذ إنتخابات العام 1948, ومنذ ذلك الحين إنتقلنا من قوة إلى قوة. الدرس الرئيسي: لا تحاول تجنيد والتأثير على سياسي قد وصل إلى منصبه, حينها سيكون كبيرا ويعرف ذلك, وأنت بالنسبة له لست سوى رجل صغير يريد مصلحة. يجب أن تصل إليه وهو في طريقه إلى النجاح. والأفضل من هذا أن تقوده أنت إلى طريق النجاح. بعد ذلك إستخدم كل خدعة ممكنة لتتأكد من وصوله للسلطة. يجب أن تتأكد من أنه يرى حجم مساعدتك له, وإذا اضطررت لاستعمال بعض الخدع القذرة دعه يعرف ذلك أيضاً. بالطبع, لا يجب أن يعرف أحد غيركما بهذا, فهو سيكون سراً خاصا بينكما. أخيرا, لا تضيع موقعك القوي بطلبات صغيرة لا معنى لها. لذا, فإن هاري ترومان كان أول صيد كبير لنا. لا يمكن وصف إيزنهاور بالفشل لأنه كان خارج مدانا حينها, وكنا مشغولين بموقعنا مع نيكسون. عموما فقد نفعنا في نهاية المطاف. ... ثم إستمر التقرير في وصف أمورا أخرى تتعلق بالإدارة الأمريكية, سأتخطاها لعدم أهميتها القصوى في هذه الدراسة وكذلك لتكرار ما بها مع شخصيات أخرى سبق ذكر تفاصيل عنها أو سيتم ذلك فيما بعد في سياق نفس الموضوع, وذلك كمحاولة مني للإيجاز بقدر ما يمكنني حتي لا ينفذ صبر القارئ في إنتظار ما يخص القذافي. خلال هذه الترجمة, لم أستطع حذف الكثير لما بالتفاصيل من صلة بعضها ببعض. ... كان فوز كينيدي في عام 1960 مفاجئا لنا, كنا متأكدين أن نيكسون هو الفائز. عموما لم نخسر بفوزه, كان العديد من شعبنا من بين المؤيدين لكنيدي. ولكننا كنا سنكون أسعد بدون وجود أخيه بقربه****. بالطبع لم تكن لنا يد في مقتل كينيدي الرئيس بالرغم من سماعنا للإشاعات كما سمعها غيرنا أيضا. ربما كان علينا أن نخبر أحدا ما. ثم, لماذا؟ لقد أقمنا علاقة عمل جيدة مع نيكسون, وفي الواقع لقد أثبت لنا أنه أفيد لنا من كينيدي. كذلك فإن خلطة نيكسون وكسنجر كانت جيدة بالنسبة لنا... لن أواصل هنا باقي الحديث عن طرق أمريكا واليد الصهيونية في تشكيل سياساتها, فالتقرير طويل بهذا الخصوص ولا أعتقد أن القارئ متلهف على قراءة هذه التفاصيل. سأختصر بدون أن أفسد تسلسل الكتاب لأصل بسرعة إلى الجزء الذي يهمنا نحن.. يواصل التقرير: عموما, هدف هذه الورقه هو شرح كيف نقوم باستقطاب وإدارة مختلف القادة العالميين, وليس كيف يديروننا هم. ولذا, لننتقل إلى بعض الآخرين. عدنان خاشقجي كان هدفا سهلا, كل ما كان يريده هو المال فقط. كان لدينا صديق في لندن يملك عددا من الملاهي الليلية وكان من أفضل عملاء التجنيد لدينا, وهو الذي دلنا على عدنان. أخذنا بنصيحته ولم نندم أبدا على ذلك. أعطيناه صفة تاجر أسلحة. لقد كان بصفته كعربي, قادرا على التنقل بين الدول العربية وأينما شاء في جميع أنحاء العالم. تمكن من بناء ثروة لنفسه بمئات الملايين ولنا بالبلايين. برونو كرايسكي كان في سجن نازي, وتم إطلاق سراحه واستطاع الخروج إلى السويد حيث قضى أغلب فترة الحرب. ولكن السر الذي لم يكن كرايسكي يرغب في خروجه هو أنه كان يعمل كجاسوس على الحلفاء ويشى باليهود. تمكنا من أن نحكم قبضتنا عليه بالتهديد: إما أن يعمل لصالحنا أو نفشي سره. الخدمة التي أداها لنا عادت علينا بأكبر فائدة وهي تَحَكُّمنا الرئيسي بالقذافي. بدون كرايسكي كان العقيد القذافي سيفلت من أيدينا منذ زمن طويل. بجانب كرايسكي والعقيد نفسه, لا يوجد أكثر من ثلاثة أشخاص في العالم يعرفون أن القذافي كانت له علاقة بنا منذ أكثر من عشر سنوات. الإتصال الأول بالقذافي كان بواسطة "يهودي إيطالي" كان عضو هيئة تدريس في جامعة بنغازي. بالمصادفة وجد أن أحد الطلبة المتقدمين للتسجيل في الجامعة كان ذو أصول يهودية – كانت جدة القذافي من جهة والدته من أسرة يهودية معروفة في مصراتة- وقد أنشأت والدته قبل زواجها نشأة يهودية. الذي جعل القذافي جديرا بالإهتمام هو أنه كان يأمل أيضا بأن يصبح طالبا بالكلية العسكرية في بنغازي. هذه المعلومة التي تبدو غير ذات أهمية, وجدت طريقها إلى عميل إسرائيلي في إيطاليا بعد بضعة أشهر. من هناك تم إبلاغ تل أبيب, ومن ثم تم ذكرها في إحدى إجتماعات موظفينا. كان من الممكن أن ينتهي الموضوع هنا – كجملة واحدة فقط في تقرير روتيني – ولكن المدير كانت له حاسة تمييز خاصة ينتقي بها ما يبدو للغالبية غير ذو أهمية. عندما إنتهى الإجتماع أراد أن يعرف كل شئ عن هذا الشاب الليبي. وعندما يقول "إسّار هاريل"[14] أنه يريد أن يعرف كل شئ, فإنه فعلا يعني "كل شئ" بكل ما تحمله الكلمة من معنى. عندما يولي هاريل إهتمامه لشئ ما, فإنه لا يتخلى عنه حتى يحصل منه على الثمن الذي يريده أو يصل إلى قناعة أن الأمر لا يستحق العناء. أول خطوة كانت هي فحص ملفاتنا لنعرف من لدينا بالمنطقة. لم تكن المعلومات مفيدة. غالبية ناسنا كانوا في طرابلس, كذلك, في ذلك الوقت برقة وطربلس كانتا كدولتين منفصلتين. وفي الواقع كانت توجد بوابات تفتيش بينهما! أول تقرير مطول وصلنا كان من "ليبي- مالطي". لم يكن به الكثير, ولكنه بدا وكأنه يشير إلى أن القذافي قد يستحق الإهتمام. من بين الأوصاف التي وصفه بها قال أنه كان "رافض, متمرد, طَموح, وقلبه لا يعرف الرحمة". هل يوجد أفضل من هذا؟ الآن أحضرنا كرايسكي في الصورة. لقد كان العميل الوحيد عندنا والذي تتوفر فيه المواصفات المطلوبة للوظيفة: السلطة الوظيفية, وسببٌ وجيه لزيارة ليبيا. كان كرايسكي حينها يعمل لصالحنا لمدة تفوق ال 10 سنوات, وقد قدّمنا له مساعدات كثيرة ليحصل على كرسي في البرلمان النمساوي. كانت أول رحلة لكرايسكي إلى برقة لغرض زيارة مقاب
| |
|