الرد على كتاب المجهول في حياة الرسول
مقدمة
إن الحمد لله؛نحمده ونستعينه,ونستغفره,ونتوب إليه,ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا,من يهده الله فلا مضل له,ومن يضلل فلا هادي له,وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له,وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ؛أرسله الله تعالى بين يدي الساعة بشيراً ونذيرا,وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ؛فبلغ الرسالة,وأدى الأمانة ,ونصح الأمة,وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين,فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آلعمران102
أما بعد:
فقد تصفحت هذا الكتاب المنسوب إلى ما يسمى (المقريزي) وهو ليس إلا قس نصراني تخفى تحت اسم عالم من علماء المسلمين قد توفي منذ قرون عديدة,وما دفعه إلى ذلك إلا الخوف على نفسه بعد أن شاهد ما فعله المسلمون بأمثاله من الزنادقة والملحدين الذين شككوا في هذا الدين العظيم.
ومن البداية اتضحت الأهداف من هذا الكتاب وبالمناسبة فهذا ليس الكتاب الوحيد في نفس الموضوع بل هناك الكثير من الكتب التي ألفت وكان الهدف منها النيل من الإسلام وأهله.
فمنهم من ألف كتباً تطعن بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وحمل هذا اللواء المستشرقون وأتباعهم وليست الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم إلا في هذا السياق
ومنهم من ألف كتباًَ تطعن بالصحابة رضوان الله عليهم وكتباًَ تطعن بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم من ألف كتباً تطعن بالقرآن والسنة والقائمة تطول.......
ولكن كلها باءت بالفشل والحمد لله ولم تزد المسلمين إلا إصراراً على الحق واتباعه.
فعلينا نحن المسلمين أن نتنبه للهدف من وراء هذه المؤلفات
فهم يريدون منا أن نبدل دين التوحيد وأن ندخل في دين النصرانية والشرك والعياذ بالله.
ومن درس القليل من التفسير والحديث والسيرة لا يجد صعوبةً في نقض كل سطرٍ من كتابه فكيف بالعلماء الكبار
تمهيد
الرد على هذا الكتاب وأمثاله يتلخص في قاعدة أصولية واضحة تكتب بماء الذهب والتي تعتبر من المزايا الهامة في الدين الإسلامي وهذه القاعدة هي:
إن كنت مدعياً فالدليل أو ناقلا ًفالصحة.
ومعنى هذه القاعددة أنك إذا تكلمت عن أمرٍ ما من أمور الدين فيجب عليك أن تأتي بالدليل والدليل كما هو معلوم يكون من الكتاب والسنة وبعد أن تأتي بالدليل يجب أن يكون صحيحاً وهذه ميزة في ديننا لا تجدها في الأديان الأخرى فبذلك تنقى السنة المطهرة من الخرافات والبدع والأهواء لا أن نأتي بالدليل من كتب التاريخ والمواعظ التي لا يخفى على أحدٍ ما احتوته من أخبار ضعيفة وموضوعة
ولكن الكاتب لم يتقيد بهذه القاعدة فكل ما يقع تحت يديه من أخبار منثورة هنا وهناك يقوم بنقلها طالما تخدم أفكاره القذرة وسواءاً كانت صحيحةً أو ضعيفة أو حتى موضوعة دون التمييز بينها لهدف في نفسه.
فقد كان جل نقله من هذه الكتب ككتاب تاريخ مكة للأزرقي وكتاب الطبقات الكبرى لابن سعد أو من كتب المواعظ ككتاب إحياء علوم الدين وغيره
وهذه الكتب انتقدها علماء المسلمبن قبل مئات السنين لما احتوته من غرائب وقصص إما بسند ضعيف أوحتى بلا سند وحاولوا تنقيتها فقام العراقي بتخريج الأحاديث الواردة في كتاب إحياء علوم الدين
ونحن لا ننتقص من مؤلفي هذه الكتب بل ننتقد ما احتوته من غرائب وأباطيل
وبالمقابل نحن نتساءل أين عمل الزنادقة الذين كان شغلهم الشاغل وضع الأحاديث وبثها بين المسلمين حتى إن أحدهم لما كشف أمره وأمر بقطع رأسه قال :وأين أنتم من أكثر من عشرة آلاف حديث وضعتها على النبي لم يقل منها حرفا فقالوا له:وأين أنت من يحيى بن معين وأبي إسحاق الفزاري ينخُلانها نخلاً(وهم من علماء الحديث) فهذا يدل على أن هذه المشكلة تنبه لها العلماء منذ العصور الأولى للإسلام فأسسوا علم الرجال وعلم الأسانيد وعلم الجرح والتعديل وكل هذه العلوم لتنقية السنة كما أسلفنا.
ومن المعلوم أن كتب السنة والسيرة فيها عدد غير يسير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة ولذلك إذا ذهبت إلى أي مكتبة من المكتبات تجد أن العلماء ألفوا كتباً في الأحاديث الضعيفة والأحاديث الموضوعة و أفنوا أعمارهم في تمحيصها
وهنا يجب علينا أن نتنبه لأمر هام وهو أن هذه الأحاديث موجودة الآن في كتب السنة وكتب التاريخ وبعضنا يمر عليها ويظن أنها صحيحة وهذا لعدم قراءته للكتب التي وضحت ذلك مثل كتاب الموضوعات لابن الجوزي والسلسلة الضعيفة للشيخ الألباني وغيرها من الكتب كثير .
وإليك بعضاً من هذه الأحاديث الموجودة الآن في كتب المسلمين ,كأمثلة توضح ما ذكرته آنفاً:
1-حدثنا محمد بن يحيى بن فارس حدثنا أبو قتيبة مسلم بن قتيبة عن داوود بن أبي صالح المزني عن نافع عن عبد الله ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يمشي (يعني الرجل )بين المرأتين.
المرجع : سنن أبي داوود الجزء :الرابع الصفحة:369 درجة الحديث: حديث موضوع
2-عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
احذروا صفر الوجوه فإنه إن لم يكن من علة أو سهر فأنه من غلٍ في قلوبهم للمسلمين).
الحديث :موضوع رقم الحديث 195 في ضعيف الجامع.
3-(القُبلة حسنة والحسنة عشرة) حديث موضوع السلسلة الضعيفة الصفحة 535.
4-عن ابن عباس (آخر أربعاء في الشهر يوم نحس مستمر ) موضوع.
5-عن علي (اشتدي أزمة تنفرجي) موضوع السلسلة الضعيفة.
6-عن أبي هريرة (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:أطعمني جبريل الهريسة من الجنة لأشد بها ظهري لقيام الليل!)حديث موضوع السلسلة الضعيفة الجزء:الثاني الصفحة 133.
7-عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : في البطيخ عشر خصال هو طعام وشراب وريحان وفاكه وأشنان ويغسل البطن ويكثر ماء الظهر ويزيد في الجماع ويقطع الأبردة وينقي البشرة.
حديث موضوع صحيح وضعيف الجامع الصغير رقم الحديث :3994.
وإليك الآن بعد كل ما سمعته هذه المفاجئة التي أظن أنك لم تكن تعلمها من قبل .
ما ذكرته آنفا ليس سوى عدد بسيط من الأحاديث الموضوعة
ولكن كم يبغ عدد هذه الأحاديث المنثورة الآن في كتب المسلمين والتي في أصلها من عمل الزنادقة الحاقدين وكلها بسند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إليك هذه الإحصائية التي أخذتها من مكتبة الشيخ الألباني فقط والتي توضح ذلك
1-عدد الأحاديث الموضوعة:2715حديثاً.
2-عدد الأحاديث الضعيفة:13407 حديثاً.
3-عدد الأحاديث الضعيفة جداً:2295 حديثاً.
4-عدد الأحاديث الباطلة:119 حديثاً.
5-عدد الأحاديث الشاذة:124 حديثاً.
وللتأكد من هذه الأرقام راجع مكتبة الشيخ الألباني رحمه الله وهي متوفرة للجميع مع التنبه إلى أن الشيخ توفي رحمه الله قبل أن يكمل جميع كتب السنة
وقد ذكر الشيخ أبو إسحاق الحويني في محاضراته أن عدد الأحاديث الصحيحة لا يتجاوز العشرين ألف حديثا وأن عدد الأحاديث الضعيفة والموضوعة الموجودة في كتب السنة والتاريخ والمواعظ يقارب المئة والعشرين ألفا .
وبعد هذا البيان الذي لا بد منه لكي يكون القارئ قد أحاط بشكل عامً ببعض الأمور التأصيلية.
نوجز عمل الكاتب(المقريزي) وطريقته في كتاب المجهول في حياة الرسول(صلى الله عليه وسلم)ونرد على مسائله بإذن الله.
أولاً:تجاهل الكاتب كل ما ذكرناه من قواعد وعلوم فربما لأنه لم يسمع بها أو أنه سمع بها ولكنه تجاهلها طالما أن كتابه موجه للعوام وليس لطلاب العلم أو العلماء فهو لا يحتاج للدخول في أمور يعجز عنها من الأسانيد وعلوم الحديث فجمع بذلك الغثّ والسمين.
ثانيا:اعتمد الكاتب على بعض الأحاديث الصحيحة من البخاري ومسلم وذلك بغرض التدليس والتغطية على الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي ساقها ليوهم القارئ أنه علميٌ في مادته وأنه لم يأت بشيء خارج عن أصول المسلمين
ومع هذا لجأ إلى حيلة خبيثة مع هذه الأحاديث الصحيحة وهي أنه فسر هذه الاحاديث تبعاً لهواه وعلى ما يروق له وأتى بمعاني واستنتاجات لم يقل بها أحد من علماء المسلمين ولا حتى جهالهم وكأنه محدث عصره وعالم زمانه .
ثالثاً: نقل الكاتب قصصاً من كتب التاريخ والمواعظ وجعل منها أساساً يبني عليه أفكاره وأعرض في نفس الوقت عن الأحاديث الصحيحة التي بينت تلك الوقائع التي يتحدث عنها .
فلا يستخفنّ عقلك أخي الكريم برواياته الضعيفة والموضوعة وما أكثرها
فإن جل كتابه يعتمد اعتماداًكبيراً على مثل هذه الروايات وكأن بين يديه السلسلة الضعيفة أو كتاب الموضوعات وهو يتصفحها بشغف مما يجد فيها من أحاديث وروايات لم يكن يحلم أن يحصل عليها لمهاجمة هذا الدين.
وربما سال لعابه لذلك كيف لا ومن بينها حديث
أطعمني جبريل الهريسة من الجنة لأشد بها ظهري لقيام الليل) ! وهو حديث موضوع كما علمت.
وإليك الآن الأمثلة من هذا الكتاب التي توضح ما قلناه بطريقة عملية تزيل الشكوك والشبه وتزيد قلب المسلم اطمئناناً ويقيناً.
المسألة الأولى:مسألة الطعن في نسب النبي صلى الله عليه وسلم
فقد استدل الكاتب بهذا الحديث
عن محمد بن عمر بن واقد الأسلمي .. .. عن أبى جعفر محمد بن علىّ بن الحسين قال: كانت آمنة في حجر عمها وهيب بن عبد مناف بن زهرة فمشى إليه عبد المطلب بن هاشمبابنه عبد الله أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب ؛ عليه آمنة بنت وهب فزوجها عبد الله ؛وخطب إليه عبد المطلب في مجلسه ابنته هالة بنت وهيب على نفسه ؛ فزوجه إياها فكانتزوجُ عبد المطلب وتزوج عبد الله في مجلس واحد ؛ فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطلبحمزة بن عبد المطلب ؛ فكان حمزة عم رسول الله صلعم في النسب وأخاه من الرضاعة.
لماتزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أقام عندها ثلاثا
و من المعلوم أن حمزة رضي الله عنه يكبر النبي صلى الله عليه وسلم بأربع سنوات وأن عبد الله توفي بعد زواجه من آمنة بفترة بسيطة(انتهى كلامه) .
فأجرى هذا المغفل صاحب الكتاب المزعوم بعض العمليات الحسابية فجمع وطرح وأضاف وأرهق نفسه في ذلك فاستنتج بكل بساطة أن النبي صلى الله عليه و سلم ليس ابنا لعبد الله بن عبد المطلب لأن عبد المطلب وابنه عبدالله تزوجا في مجلس واحد وتوفي عبدالله بعد عدة أشهر فجاء لعبد المطلب حمزة وحمزة يكبر النبي صلى الله عليه وسلم بأربع سنين فلا بد أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم ليس ابنا لعبد الله كما يقول وزعم أن قريشاً كانت تعلم بذلك!!!!!!!!!
والكاتب يعتبر أن هذا أخطر ما يقدمه للقارئ وأن النتائج ستكون خطيرة على المسلمين وأن العواقب وخيمة وأنهم سيتفاجؤون بذلك وما إلى ذلك من العبارات التي أخذ يتشدق بها00000
ونحن بإذن الله سنرد على هذا الكلام ونميط عنه اللثام لكي تتهاوى كلماته تباعاً وذلك في أربعة ردود يصلح كل منها وحده أن يهدم ما بناه هذا الكاتب وأتعب نفسه في جمعه,فكيف بهذه الردود إذا اجتمعت؟
الرد الأول:من حيث السند:
فالحديث من رواية محمد بن عمر بن الواقدي الأسلمي
قال البخاري:الواقدي مديني سكن بغداد متروك الحديث تركه أحمد وابن نمير وابن المبارك وإسماعيل بن زكريا (تهذيب الكمال) مجلد 26 صفحة185-186
وفي نفس الصفحة قال أحمد هو كذاب وقال يحيى ضعيف وفي موضع آخر ليس بشيء ,وقال أبو داود: أخبرني من سمع من علي بن المديني يقول روى الواقدي ثلاثين ألف حديث غريب وقال أبو بكر بن خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول لا يكتب حديث الواقدي لأنه ليس بشيء وقال إسحاق بن راهويه كما وصف وأشر لإنه عندي ممن يضع الحديث (الجرح والتعديل 8/الترجمة 92) وقال علي بن المديني سمعت أحمد بن حنبل يقول الواقدي يركب الأسانيد (تاريخ بغداد 3/13-16)
وقال الإمام مسلم: متروك الحديث , وقال النسائي: ليس بثقة, وقال الحاكم :ذاهب الحديث ,وقال الذهبي رحمه الله : مجمع على تركه وذكر هذا في مغني الضعفاء ( 2/الترجمة 5861 )
قال النسائي في (الضعفاء والمتروكين) المعروفون بالكذب أربعة منهم الواقدي .
إذاً فالحديث ضعيف ووصف راويه بأنه كذاب وليس بثقة وبأنه يضع الأحاديث ومعنى ذلك أن عبد المطلب لم يتزوج من هالة في نفس اليوم الذي تزوج فيه عبدالله من آمنة بنت وهب و يتبين لنا بذلك افتراء هذا الكاتب حيث ادعى أنه اعتمد على أوثق الكتب والمراجع عند المسلمين!
والثابت هو أن حمزة رضي الله عنه أكبر من النبي صلى الله عليه وسلم بأربع سنين كما جاء في كتاب الاستيعاب في تمييز الأصحاب وكتاب البداية والنهاية لابن كثير
كما أن الأخوة من الرضاعة لا تعني أنها كانت في نفس الوقت بل قد تكون امرأة أرضعت طفلاً وبعد عشر سنوات أرضعت طفلاً آخر فيكونان أخوان من الرضاعة .
الرد الثاني:نقل هذا (القس) خبرا جاء فيه ذكر المرأة المتعرضة لنكاح عبد الله بن عبد المطلب وذلك عندما كان في طريقه لخطبة آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق: ثم انصرف عبد المطلب آخذاً بيد ابنه عبد الله، فمر به فيما يزعمونعلى امرأة من بني أسد بن عبد العزى بن قصي وهي أم قنال أخت ورقة بن نوفل بن أسد بنعبد العزى بن قصي، وهي عند الكعبة، فنظرت إلى وجهه فقالت: أين تذهب يا عبدالله؟ قال: مع أبي. قالت: لك مثل الإبل التي نحرت عنك وقع علي الآن.
قال: أنا مع أبي ولا أستطيع خلافه ولا فراقه، فخرج به عبد المطلب حتى أتى وهببن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، وهو يومئذ سيدبني زهرة سناً وشرفاً، فزوجه ابنته آمنة بنت وهب وهي يومئذ سيدة نساء قومها، فزعمواأنه دخل عليها حين أملكها مكانه، فوقع عليها فحملت منه برسول الله صلى الله عليهوسلم.البداية والنهاية لابن كثير الجزء الثانيو عيون الأثر في المغازي والسير
فلقد طلبت هذه المرأة الزواج من عبدالله وهو في طريقه لخطبة آمنة بنت وهب وقدمت له هي المهر وهي لم تطلب منه الزنا كما يدعي مؤلف الكتاب , والشاهد من هذه القصة هو قولها
لك مثل الأبل التي نحرت عنك ) فهذه الجملة لها معان ٍعديدة ربما لم يتنبه لها الكاتب ولم يعلم أنها تحمل في طياتها رداً واضحاً عليه فهي تثبت أن حمزة رضي الله عنه كان مولوداً قبل خطبة عبدالله لآمنة بنت وهب ,فما قصة تلك الإبل التي نحرت عنه ؟؟؟؟
قال ابن اسحاق :وكان عبد الله فيما يزعمون ,نذر حين لقي من قريش ما لقي عند حفر زمزم, لئن ولد له عشرة نفر ثم بلغوا معه حتى يمنعوه ليذبحن أحدهم عند الكعبة فلما تكامل بنوه عشرة , وعرف أنهم سيمنعونه ,وهم الحارث والزبير وحجل وضرار والمقوم وأبو لهب والعباس وحمزة وأبو طالب وعبد الله ,جمعهم ثم أخبرهم بنذره ودعاهم إلى الوفاء لله عز وجل بذلك فأطاعوه .(السيرة النبوية لابن كثير /الجزء الأول ) ذكر نذر عبد المطلب ذبح أحد أولاده
ثم كتب (عبد المطلب) أسماءهم في القداح وأعطاهم قيم هبل ,فضرب القداح فخرج القدح على عبد الله فأخذه عبد المطلب ,وأخذ الشفرة ثم أقبل به إلى الكعبة ليذبحه,فمنعته قريش ولا سيما أخواله من بني مخزوم وأخوه أبو طالب ,فقال عبد المطلب :فكيف أصنع بنذري فأشاروا عليه أن يأتي عرّافة فيستأمرها ,فأتاها ,فأمرت أن يضرب القداح على عبد الله وعلى عشرة من الإبل فإن خرجت على عبد الله يزيد عشراً من الإبل حتى يرضى ربه ,فإن خرجت على الإبل نحرها فرجع وأقرع بين عبد الله وبين عشر من الإبل فوقعت القرعة على عبد الله فلم يزل يزيد من الإبل عشراً عشراً ولا تقع القرعة إلا عليه إلى أن بلغت الإبل مائة فوقعت القرعة عليها فنحرت عنه ثم تركها عبد المطلب لا يَرد عنها إنساناً ولا سبعاً00000(ابن هشام 1/151-155,رحمةً للعالمين .2/89 -99
مختصر سيرة الرسول للشيخ عبد الله صفحة 12-22-23)
مما سبق يتبين
1- أن قول المرأة لعبد الله بن عبد المطلب (لك مثل الإبل التي نحرت عنك )كان بعد ولادة حمزة رضي الله عنه كيف لا وقد كان من العشرة الذين تم بهم النذر .
2- المرأة قالت ذلك لعبدالله وهو ذاهب لخطبة آمنة بنت وهب
أي أن حمزة رضي الله عنه كان موجوداً عندما ذهب عبد المطلب ليخطب آمنة بنت وهب لابنه عبدالله وإذا علمت ذلك علمت فارق السن بين حمزة رضي الله عنه وبين النبي صلى الله عليه وسلم وهو أربع سنين على الصحيح.
الرد الثالث: قال الكاتب أن قريشا في حديثهم عن الأنساب قالوا محمد نبت لا أصل له.
فقد جاء في الحديث (فقلت{أي العباس}يا رسول الله أن قريش جلسوا فتذاكروا أحسابهم فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض فقال رسول الله صلى الله علبه وسلم :إن الله عز وجل يوم خلق الخلق جعلني في خيرهم , ثم لما فرقهم قبائل جعلني في خيرهم قبيلة ,ثم حين جعل البيوت جعلني في خير بيوتهم فأنا خيرهم نفساً وخيرهم بيوتاً.) هذا الحديث ضعيف أنظر ضعيف الترمذي رقم 584 .
وقد ذكر هذا الكاتب هذا الحديث مرةً أخرة وقد زاد فيها كلمة (أنسابهم) فقال :تذاكروا أحسابهم وأنسابهم,وهذه الكلمة التي جاء بها لا أصل لها في جميع كتب السنة لا في رواية ضعيفة ولا حتى رواية موضوعة فمن أين أتى بها؟
والحسب في اللغة ما يعدّه الإنسان من مفاخر آبائه, وقيل حسبه دينه ,وقيل ماله .
مختار الصحاح لأبي بكر الرازي صفحة 107.
فالحسب كما تبين دين الإنسان وماله ومفاخر الآباء فقدكانوا يحسبون ذلك للإنسان
(أي يعدونه) فكلما زادت مفاخره زاد حسبه .
وهذا لا علاقة له بالنسب أصلاً فبينهما فرق في اللغة
وعلى كلٍ فإن معنى هذا الحديث الضعيف كما ذكرنا إن قريشاً لما تذاكروا أحسابهم شبهوا محمدا صلى الله عليه وسلم بالنخلة وهي أطيب ما عند العرب لخيرها الكثير
فهم لم ينتقصوا من قدره بل مدحوه ورفعوا من شأنه ولكنهم شبهوا بني هاشم وهم قوم النبي صلى الله عليه وسلم بالكبوة وهي موضع تلقى فيه الكناسة أي أنهم أرادوا الإنتقاص من قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم إذ ليس لها من الشرف والمجد مالمحمدٍ صلى الله عليه وسلم
وقد جاء في رواية أخرى ما يوضح ذلك في مجمع الزوائد ج: 8 ص: 215
عن عبدالله بن عمر قال إنا لقعود بفناء رسول اللهصلى الله عليه وسلم إذ مرت امرأة فقال رجل من القوم هذه ابنة محمد فقال رجل منالقوم إن مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن فانطلقت المرأة فأخبرتالنبي صلى الله عليه وسلم فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب ثم قامعلى القوم فقال ما بال أقوال تبلغني عن أقوام إن الله عز وجل خلق السموات سبعافاختار العليا منها فسكنها وأسكن سمواته من شاء من خلقه وخلق الخلق فاختار من الخلقبني آدم واختار من بني آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختارمن قريش بني هاشم واختارني من بني هاشم فأنا من خيار إلى خيار فمن أحب العرب فبحبيأحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم رواه الطبراني في الكبير والأوسط
فمن أين جاء هذا الكاتب باستنتاجه أن محمداً صلى الله عليه وسلم نبت لا أصل له ؟
والجواب هو الحقد الدفين على هذا الدين العظيم . قال عز وجل{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ }النمل14
الرد الرابع:
ثم إن قريشاً أنفسهم كانوا يعلمون نسب النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا ألدّ أعداءه فلو لم يكن النبي ابن عبد الله لاستغلوا ذلك في محاربة دعوته للإسلام وحذروا منه
وهذه بعض الأحداث التي توضح معرفة قريش لنسب النبي صلى الله عليه وسلم
ففي صلح الحديبية عندما تصالح النبي صلى الله عليه وسلم مع قريش على وضع الحرب وإيقافها عشر سنين دعا بكاتب لكتابة بنود الصلح .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه اكتب (هذا ما صالح عليه محمد رسول الله )فقال سهيل بن عمرو لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمد بن عبد الله .
وسهيل بن عمرو كان من المشركين وكان من سادات قريش وها هو يعرف نسب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حيث قال اكتب محمد بن عبد الله
وها هم أشراف مكة ومن بينهم عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو جهل بن هشام وأمية بن خلف وأبو سفيان بن حرب ............
وهم خمسة وعشرون تقريباً ذهبوا إلى أبي طالب في الشعب وهم محاصرون فقالوا له: يا أبا طالب إنك منا حيث قد علمت وقد حضرك ما ترى وتخوفنا عليك وقد علمت الذي بيننا وبين
ابن أخيك ( أي محمد فهم يعلمون أن محمدا بن عبد الله) .
وها هو أبو سفيان وقد كان على كفره يقول للعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم والله يا أبا الفضل (أي العباس ) لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيماً,فها هم صناديد قريش يعلمون نسب النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك اليهود والنصارى وكانوا يسمونه بالصادق المصدوق وكانوا يعرفون قدره مع أنهم كانوا على الكفر ثم جاء هذا الكاتب النكرة وبعد أعوام لا بل قرون عديدة بعد أربعة عشر قرناً ليكتشف بكل سذاجة وغباء أن محمداً صلى الله عليه وسلم ليس ابن عبد الله بن عبد المطلب .
سبحان الله أي ذكاء لديه !؟ وأين الباباوات والحاخامات الذين تعاقبوا على مر القرون من اكتشاف هذا الأمر الخطير كما يزعم ؟
و لكني ربما أجد له عذراً فربما وقع على رأسه وعندما استفاق ظنّ أنه اكتشف أمراً لم يكتشفه أحد من قبله من أعداء الدين بدءاً من كفار قريش إلى وقت الزنادقة الجدد أمثاله و أنا لا أسخر منه و لكني أتكلم بكل جدية فنسأل الله العفو و العافية و الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه فيه وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً .
وأذكر القارئ بأن هذا الزنديق لم يذكر اسماً كاملاً يوضح نسبه فربما يكون قد نسيه أو حتى لا يعرفه و نحن لا نريد أن نسيء به الظنون و نجرح مشاعره و لكن نطلب منه أن يكتب اسماً كاملا له فهو أبعد و أسلم للقلب من أن تذهب به الظنون بعيداً . هذا والله أعلم و أحكم.
وأقول لك أخي القارئ أن ما ذكرته حتى الآن من كلمات يسيرة تكفي لنقض هذا الكتاب كله وتكفي لكي يطمئن قلب كل مسلم وتبتعد عنه تلك الأوهام التي ربما علقت في فؤاده
كيف لا وهذه أكبر الشبه لديه وهي التي تتعلق بنسب نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وأما ما بقي من الشبه في هذا الكتاب فلا تعدو أن تكون أحاديث ضعيفة أو تأويلات فاسدة وهذا ما سنوضحه بإذن الله تعالى .
مسألة:
الكاتب لا يمل من أن يصف المجتمع الجاهلي بالزنا والفاحشة وانتشار أنواع الزواح التي تشمئز لها الأبدان وأنهم كانوا يتسافدون تسافد الحمر ونحن لا ننكر هذا فقد انتشرت هذه الأنواع بين اليهود والنصارى والوثنيين ولكن ما وجه الربط بين المجتمع الجاهلي والمجتمع الإسلامي بعد انتشار نور الإسلام وامتلاء القلوب باليقين والإيمان
وما علاقة الإسلام بهؤلاء الكفار الموجودين في عصرهم إن فعلوا ذلك إلا أن ينصحوا لهم ويبينوا لهم طريق الهدى وخاصة أن الدعوة الإسلامية كانت في بداياتها .
ولكن هذا الربط بين الجاهلية والإسلام غير موجود إلا في عقل هذا الكاتب الخبيث الطبع السقيم النفس العقيم الحجة .
قال الله تعالى
يريدون ليطفؤا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون) الصف :8.
مسألة:
نقل الكاتب خبراً روته حليمة عن آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت إن لابني هذا شأناً إني حملت به فلم أجد حملاًقط كان أخفّ عليّ ولا أعظم بركة منه .
وذلك في سياق الطعن في نسب النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال إن حليمة أم النبي صلى الله عليه وسلم حملت بحمل قبل النبي صلى الله عليه وسلم .
فبحثت عن هذا الحديث في كتب السنة (البخاري ومسلم وسنن أبي داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه ومستدرك الحاكم ومسند الإمام أحمد وموطأ الإمام مالك) فلم أجد له أثراً وبحثت حتى في المعاجم والمصنفات الحديثية فلم أجد له أثراُ أيضاً لا برواية ضعيفة ولا موضوعة .
ولكن من أين جاء بهذه الرواية التي لا أصل لها في كتب السنة !!!!!!!؟
الجواب عن هذا هو أن هذا الكاتب كعادته إن لم يجد في كتب السنة من الأحاديث الضعيفة التي تخدم أفكاره المسبقة التي يضعها في رأسه ,يلجأ إلى كتب التاريخ التي جمعت ماالله به عليم من أخبار وأقوال
وهذا ما درج عليه الكاتب ،فإنه يأخذ أقوالا ضعيفة من كتب التاريخ ويقابلها بنصوص السنة الصحيحة زاعماً التعارض بينها.
سبحان الله ومتى كانت كتب التاريخ والسير حجة على أهل الإسلام ألم تصف هذه الكتب الخلافة الإسلامية العثمانية التي بلغت فتوحاتها مشارف فرنسا والصين بالاحتلال العثماني
وهذا مثال واحد من مئات الأمثلة
فالأمر إذاً يحتاج إلى مراجعة وتحقيق قبل أن نبني عليه قصصاً خيالية كما فعل ذلك كاتبنا المزعوم باتهامه لأم سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه عندما نقل أقوالاً من كتاب الطبرسي وغيره والتي في أصلها من كتب الشيعة التي لا يخفى على أحد كرههم للصحابة الكرام بعد أن عجز أن يأتي من كتب الحديث ولو بحديث واحد وكما قلنا حتى ولو ضعيفاً أو موضوعاً .
ولكن لماذا هذه الحملة الشرسة على سيدنا عمرو بن العاص بالذات؟؟
الجواب على ذلك هو أن سيدنا عمرو بن العاص هو الذي فتح مصر وأدخل إليها الإسلام وأنهى حكم الأقباط فيها وكاتبنا هذا ليس إلا قبطي من بلاد النيل
وهو لم ينس ما فعله عمرو بن العاص بأجداده
فمن الطبعي أن يعمد إلى تشويه صورته فهذا الذي يقدر عليه ولكننا نقول له اخسأ .....فلن تعدو قدرك .
مسألة :
ساق الكاتب روايات عن قضاء عمر بن الخطاب لبعض النساء اللاتي اتهمن بالزنا ولعلها نفس المرأة التي كانت نائمة ولكن ساق الحديث بألفاظ مختلفة وطعن بقضاء عمر رضي الله عنه وإليك هذه الرواية لنفس المرأة التي توضح ما حصل لها .عن النزال بن سبرة قال :إنا لبمكة إذا نحن بامرأة اجتمع عليها الناس حتى كادوا أن يقتلوها ,وهم يقولون زنت زنت ,فأتي بها إلى عمر بن الخطاب وهي حبلى ,وجاء معها قومها فأثنوا عليها خيراً فقال عمر :أخبريني عن أمرك ,قالت:يا أمير المؤمنين كنت امرأة أصيب من هذا الليل ,فصليت ذات ليلة ,ثم نمت فقمت ورجل بين رجليّ فقذف فيّ مثل الشهاب ثم ذهب,فقال عمر :لو قتل هذه من بين الجبلين والأخشبين لعذبهم الله ,فخلا سبيلها ,وكتب إلى الآفاق ألا تقتلوا أحداً إلا بإذني .
وأنا أقول ماذا يريد هذا الكاتب من المسلمين ؟؟؟
هل يريد منهم أن يسلّوا سيوفهم فوق رقاب الناس أوأن يرجموهم بلا شهود أو بينة؟
هل النفس البشرية عند هذا الكاتب رخيصة إلى هذا الحد ؟
فلو قتلت هذه المرأة و كانت بريئة فعلى من يقع إثمها؟
ألم يرد في هذا الخبر أن قومها جاؤوا معها فأثنوا عليها خيراً؟
فهذا يدل على أنها كانت امرأة معروفة عندهم بالتقى و الصلاح و هذا ما يوضحه قولها : (كنت امرأة اصيب من هذا الليل فصليت ذات ليلة ) أي أنها كانت امرأة معتادة على قيام الليل , ثم ذكرت أنها نامت و لم تستيقظ إلا و رجل يجامعها
و أنا أتساءل لماذا يستغرب الكاتب ذلك ألم نسمع عن أناس يمشون و هم نائمون و منهم من يستيقظ من فراشه و يحدث من هو جالس عنده بكلام ثم إذا ذكّره به في الصباح لم يتذكر منه شيئا و ينكر ذلك و كثير من الأمور التي تحدث للنائمين .
فما ذنب هذه المرأة حتى ترجم أو تجلد
ثم إن ذلك قد فعل بها بغير رضاها وكانت أصلاً نائمة بعد قيام الليل .
و نحن نعلم أن الحد يدرأ بالشبهة .
أفلا يكفي كل ما قدمناه لدرأ الحد عنها ؟
بلى والله يكفي لحفظ نفس مسلمة فالإسلام جاء ليحفظ النفوس لا ليتلفها .
مسألة:
قوله وكان تمثال عيسى بن مريم ومريم عليهما السلام في العمود الذي يلي الباب ,وقال هلك في الحريق في عصر الزبير وأنه صلى الله عليه وسلم وضع كفيه على صورة عيسى وأمه عليهما السلام وقال امحوا جميع الصور إلا ما تحت يدي .
فنحن نلاحظ مما تقدم أن الكاتب لا يمل من الدعوة للنصرانية مستشهداً بأحاديث ضعيفة
فهذه الأحاديث التي نقلها غير موجودة في جميع كتب الحديث.
وهذا يذكرنا بالحديث الذي وضعه الوثنيون للترويج لمذهبهم وهو موجود في كتب المسلمين وهذا الحديث هو
لو اعتقد أحدكم بحجرٍ لنفعه) وهو حديث موضوع /السلسلة الضعيفة/ج1/صفحة 647.
فهذا يدلنا على أن أصحاب كل دين أو مذهب كانوا يضعون الأحاديث ويبثونها في كتب السنة للترويج لمذاهبهم ولكن هذا الحديث بالذات لم يقدروا على وضعه في كتب السنة بل وضعوه في كتب التاريخ وكتب التاريخ كما نعلم يستطيع من شاء أن يضع فيها ما شاء إذ لا رقيب عليها وأنا الآن أسوق لك الأحاديث الصحيحة من كتب السنة التي توضح ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة فأمر بها فأخرجت (فهذا يدل على أنه لم يبق داخل الكعبة أي تمثال ) فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الأزلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم الله أما والله لقد علموا أنهم لم يستقسما بها قط فدخل البيت فكبر في نواحيه ولم يصل فيه .رواه البخاري.
وعن ابن عباس قال :دخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت فوجد فيه صورة إبراهيم وصورة مريم فقال:مالهم فقد سمعوا أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة هذا إبراهيم مصور فما له يستقسم .رواه البخاري
وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى الصور التي في البيت الحرام لم يدخل حتى أمر فمحيت .حديث صحيح ,غاية المرام
وغيرها الكثير من الأحاديث التي توضح أنه لم يبق في البيت أي تمثال أوصورة
وكذلك بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه لخمس ليالي بقين من شهر رمضان إلى العزى ليهدمها فهدمها و كانت لقريش و جميع بني كنانة
و بعث عمرو بن العاص رضي الله عنه في نفس الشهر إلى سواع ليهدمه و هو صنم لهذيل برهاط على ثلاثة أميال من مكة فهدمه
وبعث سعد بن زيد الأشهلي في عشرينفارساً الى مناة و كانت بالمشلل عند قديد للأوس و الخزرج و غسان و غيرهم
فلما انتهى سعد إليها قال له سادنها : ما تريد؟ قال : هدم مناة , قال: أنت و ذاك , فأقبل إليها سعد , فخرجت امرأة عريانة سوداء ثائرة الرأس , تدعو بالويل و تضرب صدرها فقال لها السادن: مناة دونك بعض عصاتك فضربها سعد فقتلها , و أقبل إلى الصنم فهدمه و كسره و لم يجدوا في خزانته شيئا .
فهاهو دين التوحيد يدخل مكة فلم يبق فيها إله يعبد داخل الكعبة أو حولها أو حتى حول مكة كلها إلا الله جل في علاه إله العالمين و هذا يوضح كذب هذا القس في ادعائه أن تمثال عيس وأمه بقيا إلى عهد الزبير
. فالحمد لله قاهر الجبارين و مذل المتكبرين .
قال تعالى : {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }غافر:14
فهذه دعوة نبينا الكريم فهو لم يمدح النصارى و صليبهم أبداً كما زعم هذا المفتري في كتابه بل كان يبلغهم قول الله تعالى في كتابه العزيز {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ }المائدة 72
{مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }المائدة75
مسألة :
عن زيد بن ثابت قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه يأتيني كتب من أناس لا أحب أن يقرأها أحد فهل تستطيع أن تتعلم العبرانية أو قال السريانية فقلت:نعم , فتعلمتها في سبع عشرة ليلة
ثم يقول الكاتب معقباً على ذلك بعد أن فكر مليا من الذي كان يرسلها له ؟ ما المكتوب فيها ؟ هل هي بعض الكتب التي ورثها من خديجة بنت عم قس مكة ؟ لماذا تلك الحلقة مفقودة في كتب السيرة النبوية ؟ لماذا لا يريد محمد أن يطّلع عليها أحد ؟ انتهى كلامه.
و أنا أقول : لا حول ولا قوة إلا بالله إلى أي حد بلغ غباء هذا الكاتب فكلما تعمق في البحث والتفكير اختلطت عليه الأفكار فأوصلته إلى نتائج واستنتاجات عجيبة .
ولا أخفيك أخي المسلم أني كنت متحمساً للرد على هذا الكاتب في بداية قراءتي له إلى أن وصلت إلى هذه الفقرة فتعجبت من أفكاره إلى أي مستوى من التفكير انحطت به وكنت أظن أني أمام كاتب على الأقل يفهم اللغة العربية التي يكتب بها وعلى كل حال فهذا لا يمنع من تجلية الحقيقة والرد على تساؤلاته العقيمة.
فأقول مستعيناً بالله هذا الكاتب قد اشتبهت عليه كلمة كتاب في الحديث فظن أنه الكتاب المحفوظ بين دفتين والذي يحوي مئات الصفحات
وربما لم تشتبه عليه الكلمة بل كان من أعلم الناس بها ولكن أراد أن يلبس على عوام المسلمين دينهم كما هو حاله في كل المسائل التي سنتناولها بإذن الله
ولتوضيح معنى كلمة كتاب ومقدار ما يحويه من كلمات أسوق لك هذه الأحاديث التي ستقطع بإذن الله حجته وتنهي شبهته
1-عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال :أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلم السريانية وفي رواية أنه أمرني أن أتعلم كتاب يهود وقال إني ما آمن يهود على كتاب قال فما مر بي نصف شهر حتى تعلمت فكان إذا كتب إلى يهود كتبت وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابه. رواه الترمذي وانظر مشكاة المصابيح ج3.
وعند الحاكم قال الأعمش كانت تأتيه كتب لا يشتهي أن يطّلع عليها إلا من يثق به .
وجاء في فقه السيرة بسند صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى وبعث الكتاب مع عبد الله بن حذافة السهمي فيه (بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس .سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلى الناس كافة لينذر من كان حياً ,أسلم تسلم فإن أبيت فعليك إثم المجوس )
وكتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هوذا بن علي صاحب اليمامة (بسم الله الرحمن الرحيم, من محمد رسول الله إلى هوذا بن علي سلام على من اتبع الهدى, واعلم أن ديني سيظهر إلى منتهى الخف و الحافر ,فأسلم تسلم وأجعل لك ما تحت يديك ) واختار لحمل هذا الكتاب سليط بن عمر العامري ,فرد عليه بكتاب فيه (ماأحسن ما تدعو إليه وأجمله ,والعرب تهاب مكاني فاجعل لي بعض الأمر أتبعك)
وكتب النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً إلى الحارث بن أبي شمر الغساني صاحب دمشق فيه (بسم الله الرحمن الرحيم ,من محمد رسول الله إلى الحارث بن أبي شمر سلام على من اتبع الهدى وآمن به وصدق ,وإني أدعوك إلى أن تؤمن بالله وحده لا شريك له ,يبق لك ملكك ) واختار لحمل هذا الكتاب شجاع بن وهب من بني أسد بن خزيمة /انظر زاد المعاد /ج3/61-62-63.
فهذه الكتب التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعثها إلى الملوك والأمراء من يهود وفرس وروم وعرب وكانوا يردون عليها بمثلها إما بالقبول و الإسلام أو بالرفض والطغيان
فمن الطبيعي أن يكون للرسول صلى الله غليه وسلم من يملي عليه الكتابة
فلذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت بتعلم اللغة السريانية وهذا ما يوضحه قول زيد رضي الله عنه فكان ( أي النبي صلى الله عليه وسلم )إذا كتب إلى يهود كتبت وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم .رواه الترمذي
إذاً فهي ليست كتباً من الإنجيل أو التوراة كانت تأتي النبي صلى الله عليه وسلم كما توهم الكاتب .
ومن الطبيعي أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل مسلم ثقة يتعلم لغة قومه لا أن يستعين برجلٍ من اليهود في كتابة وقراءة الكتب فهم ليسوا أهلاً للثقة ومتى كان اليهودي يستأمن على درهم فضلاً عن أن يستأمن على كتاب فيه أسرار دولة الإسلام وهذا مايوضحه قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث زيد السابق (وقال إني ما آمن يهود على كتاب ).فإذا علمت ذلك عرفت تفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم (إنه يأتيني كتب لا أحب أن يطلع علها أحد) .
وفي رواية جاء فيها (إلا من يثق بدينه ) وهذا أمر معلوم للجميع من أن كل رئيس أو ملك في عصرنا الحاضر له عدد غير يسير ممن يكتبون له كتبا و بجميع اللغات و طبعاً لا يطلع عليها أحد إلا من يثق به و هذا من بدهيّات أمور الحكم التي جعل منها الكاتب قصة ذات فصول ثم أخذ يتسائل في نهايتها باستغباء عجيب لماذا تلك الحلقة مفقودة ؟ لماذا لا يريد محمد أن يطلع عليها أحد ؟
فالحمد لله على نعمة الإسلام التي منّ الله بها علينا فأنار عقولنا و شرح صدورنا وجعلنا خير أمة أخرجت للناس ولم يجعلنا كهؤلاء تموج بنا الأهواء.
تعليق على قول الكاتب (وهنا يبرز سؤال لماذا مدح محمد النصارى في البداية رغم اعتقادهم في الصليب والصلب ثم انقلب عليهم في النهاية وأنكر الصليب والصلب )
وأنا أستغرب من أين جاء الكاتب بهذا الاستنتاج الذي يريد من خلاله الترويج لاعتقاده والتشويش على المسلمين كعادته في جميع المسائل التي تناولها في كتابه فقد قرأت الكتاب فلم أر ما يشير إلى ذلك لا منطوقا ولامفهوما .
مسألة:
ساق الكاتب أقوالاً لعبد المطلب وخديجة وبعض الشعراء يظهر فيها معرفتهم بوجود الله ومعرفتهم بأن الظلم حرام وأن الإنسان سيعاقب على ذلك وغيرها من الأمور .
وها أنا أنقل لك بعض النصوص من كتابه التي استدل بها على ذلك :
1-قول عبد المطلب إن وراء هذه الدار دارا يجزى فيها المحسن بإحسانه ويعاقب المسيء بإساءته .
ودعائه لكي ينزل الله المطر: اللهم رب (!!!)الريح العاصف والرعد القاصف والبرق الخاطف .
وقول خديجة فوالله الذي نفس خديجة بيده (خديجة تعلم أن نفسها بيد الله ؟!)وإشارات التعجب هذه من وضع الكاتب وليست من عندي
ثم قال معلقاً على هذا :وها هو عبد المطلب يعرف الله ويقول أنه رب العباد ومنشئ السحاب .
والمدقق الفاهم يجد أن العرب قبل محمد والإسلام يعرفون الله ويحمدونه . انتهى كلامه .
فالكاتب يستغرب من أن العرب تعرف الله قبل ظهور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والإسلام وأنا أقول مالغريب في ذلك ؟
هل كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أول الأنبياء ؟ ألم يكن هناك أنبياء قبله بعثوا إلى أقوامهم وجاؤا بكتب سماوية كسيدنا موسى وعيسى ومن قبله سيدنا نوح وإبراهيم والكثير من الأنبياء الذين أفنوا أ عمارهم في الدعوة إلى الله والتحذير من الشرك وأهله والبعد عن ذميم الأخلاق والترغيب بمحاسنها .
ألم يخبروهم عن الجنة والنار والبعث والنشور وأن الله خالق كل شيء وإليه المرد والحساب
ثم يأتي هذا الكاتب ويتعجب من قول سيدتنا خديجة أم المؤمنين (فوالله الذي نفس خديجة بيده) .
وكأن دعوة الأنبياء التي ذكرناها لم تكن على الأرض بل كانت في كوكب مجاور
فهو يستغرب كيف وصلت هذه الأفكار للناس .
ويبدو أن الكاتب يجهل أن التوحيد ثلاث أقسام وهي: توحيد الربوبية ،وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات .
·فأما توحيد الربوبية :فهو أن تؤمن بأن الله هو الخالق المالك المدبر الرزاق
فهذا كما هو معلوم لا ينكره أحد لا يهودي ولا نصراني ولا حتى الوثني الذي يعبد الحجر فهم يؤمنون بأن هناك إله يملك الخلق ويدبر الأمر
ولكن ظهر بعض الناس الذين يسمون بالملحدين فأنكروا ذلك استكباراً لا اعتقاداً
فهم يقنعون أنفسهم بذلك لكن إذا خلا أحدهم بنفسه في ظلمة الليل بدأ صراع بين فطرته التي فطره الله عليها والتي لا يستطيع إسكاتها وبين أفكاره الشوهاء التي تبناها .
مما سبق يتبين أن العرب كان عندهم هذا النوع من التوحيد وهو توحيد الربوبية
قال الله عز وجل {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ }العنكبوت61
{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ }العنكبوت63
ولكن مع هذا كله لم ينفعهم ذلك لأنهم أشركوا بالله وجعلوا آلهةً أخرى مع الله وصرفوا أنواعاً من العبادات لغير الله كالدعاء والحلف والذبح والنذر فبهذا كانوا مشركين
وهنا لا بد من توحيد الألوهية :
وهو أن توحد الله بأفعالك فلا تعبد غير الله ولا تدعوا إلا الله ولا تذبح وتنذر إلا لله ولا تصرف أي نوع من العبادة لغير الله وهذا ما يوضحه قول المشركين كما جاء في القرآن العظيم في سورة (ص):5 {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ }
فهم يؤمنون بوجود الله ولكنهم أشركوا معه غيره كما فعل اليهود والنصارى فهم يؤمنون بتوحيد الربوبية ولا يؤمنون بتوحيد الألوهية فسموا بذلك كفاراً ولم يغن عنهم إيمانهم شيئاً
*أما توحيد الأسماء والصفات : فهي باختصار أن تؤمن بصفات الله كما أخبر الله عنها من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل .
فنتبين بذلك مدى جهل الكاتب عندما استغرب من معرفة أبي طالب وسيدتنا خديجة لله قبل مجيء محمد صلى الله عليه وسلم .
وظهور ذلك في أشعار الجاهليين وقصائدهم .
فربما نسي أن الشيطان نفسه يعلم أن الله هو الخالق الرازق المالك المدبر فحتى الشيطان لا ينكر ذلك .فنعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن جهل كاتبنا الأثيم .
مسألة:
يتساءل الكاتب لماذا منع النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه من القراءة في الكتب اليهودية و النصرانية ولماذا كان يغضب من ذلك
و العجيب أن الكاتب ذكر أن النبي صلى الله عليه و سلم قد ( أغمي ) عليه عندما سمع أن عمر قد قرأ في هذه الكتب فبحثت عن هذه الكلمة ( أغمي ) في هذا الكتاب الذي ألفه هو بخط يده فلم أجدها في الأحاديث التي نقلها هو بنفسه فإن كان يكذب على القارئ و يستخف بعقله و يضيف كلمات لم تذكر في الحديث فلا نستغرب أن يزور الحقائق و يقلب المعاني بل حتى أن يضع الأحاديث.
أما الرد على مسألة منع النبي صلى الله عليه و سلم لعمر رضي الله عنه من القراءة في هذه الكتب هو أن هذه الكتب قد دخلها التحريف و التبديل و زيد فيها ما ليس من دين الله كما فعل النصارى عندما أدخلوا الصليب و التثليث و قالوا بأن عيسى ابن الله و غيرها الكثير و هذا في العقائد أما في الشرائع فحدث ولا حرج عن كيفية الصلاة و التوبة عندهم كما هو الحال في صكوك الغفران التي يعجب منها النصارى أنفسهم و مع هذا فهم يتسابقون إلى شراء هذه الصكوك حتى لو ارتفعت أسعارها طالما أنها في نهاية العام تمحو جميع الذنوب من زنا و شرب للخمر و قتل و سرقة !!!!( وهذه الصكوك ربما تذكرنا بأزمة الرهن العقاري ........)
و مع كل هذا التحريف فالنصارى أنفسهم لم يتفقوا على كتاب واحد يقرؤونه بل تجد أن لكل عائلة كتاب يختلف مضمونه عن الآخر من الطبيعي أن ينهى النبي صلى الله عليه و سلم المسلمين عموماً عن القراءة في مثل هذه الكتب التي أنزلت من أجل التوحيد فحرفت للشرك و العياذ بالله, قال الله عز وجل : ({وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ الله..}التوبة30
وقال تعالى {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }البقرة79
مسألة:
زواج النبي صلى الله عليه وسلم
قد أشبع الكاتب هذه الفقرة بالأحاديث الضعيفة والموضوعة والتأويلات القذرة ليطعن بالنبوة فخاب وخسأ عدو الله .
ومما ذكره :1-(إن الرجل إذا نظر إلى امرأته ونظرت إليه نظر الله إليهما نظرة رحمة فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما ) وهذا حديث موضوع انظر السلسلة الضعيفة للشيخ الألباني .
2- (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم ويمص لسانها) يعني عائشة رضي الله عنها .
وهذا حديث ضعيف انظر ضعيف سنن أبي داوود ج2 /ص311 .
والرواية الصحيحة كما جاء في سنن أبي داوود ج2 (كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل في شهر الصوم ) وكما تلاحظ فبين الحديثين فارق كبير
ثم أتحفنا الكاتب بحديث جاء به من كتاب إحياء علوم الدين الذي ألف بعد النبي بحوالي ستمئة عام ونسبه إليه فقال (عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يختلي بتسعٍ من نسائه للعبادة ) ولم يكتف بذلك بل جاء كعادته بتأويلات فاسدة ففسر الخلوة للعبادة بالجماع وأنا لم أفهم ما الرابط العجيب بينهما وهل يفهم المرء من كلمة العبادة هذا المعنى وعلى كل حال فالحديث غير موجود في كتب السنة!!
ثم يأتي بحديث آخر من كتاب إحياء علوم الدين ولكن هذه المرة لم يكتف بعدم عزوه لكتب الحديث بل لم يأت بالراوي أيضاً فقال (روي عن النبي أن الرجل يجامع أهله فيكتب له بجماعه أجر ولد ذكر قاتل في سبيل الله فقتل )
ثم يقول بكل جرأة لقد اعتمدت في كتابي على أوثق المصادر والمراجع عند المسلمين.
وبعد ذلك يتحدث عن زواج النبي من أكثر من امرأة وحاول أن يجعل منها شبهة ولكنه لم يستطع حبك تفاصيلها فأفكاره لم تساعده ولم يجد في الأحاديث الضعيفة ما يسعفه
ولكن لا مانع من توضيح هذه الفكرة فالنبي صلى الله عليه وسلم عقد على ثلاث عشرة امرأة ودخل بإحدى عشرة ومات عن تسع نسوة.
ومن المعلوم أن نبي الله سليمان صلى الله عليه وسلم قد تزوج مئة امرأة فجاء في صحيح البخاري ومسلم وسنن النسائي وصحيح الجامع .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سليمان لأطوفن الليلة على تسعين امرأة وفي رواية بمائة امرأة كلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله, فقال له الملك قل إن شاء الله .فلم يقل ونسي ,فطاف عليهن فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل .
وأيم ال