منتدى عماد عبد الحى الأطير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى عماد عبد الحى الأطير

منتدى مفيد لكل الرغبات
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الشبهة : كيف عرفت الملائكةُ أن بني آدمَ سيسفكون الدماء؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


الشبهة :  كيف عرفت الملائكةُ أن بني آدمَ سيسفكون الدماء؟ Jb12915568671

الشبهة :  كيف عرفت الملائكةُ أن بني آدمَ سيسفكون الدماء؟ CXB49444
عدد المساهمات : 1144
تاريخ التسجيل : 10/02/2009

الشبهة :  كيف عرفت الملائكةُ أن بني آدمَ سيسفكون الدماء؟ Empty
مُساهمةموضوع: الشبهة : كيف عرفت الملائكةُ أن بني آدمَ سيسفكون الدماء؟   الشبهة :  كيف عرفت الملائكةُ أن بني آدمَ سيسفكون الدماء؟ Icon_minitime1السبت أغسطس 11, 2012 4:27 am



من الشبهاتِ التي طرحها المشككون حولِ قصةِ نبيِّ الله آدمَ  أنهم قالوا ما يلي:
1- كيف عرفت الملائكةُ أن بني آدمَ سيسفكون الدماء ؟
2- هل كانت الملائكةُ معترضةٌ على خلقِ الله لآدم؟!
تعلقوا على ذلك بقول اللهِ  : وإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)  (البقرة)

الرد على الشبهة

أولاً:أبدء من حيثُ انتهوا لأرد على سؤالِهم الذي يقول:هل كانت الملائكةُ معترضة على خلقِ الله  لآدمَ ؟
الجواب:إن هذا لم يحدث أبدًا فإن اللهَ  وصف ملائكته في كتابِه بأنهم لا يعصونه أبدًا ويفعلون ما يؤمرون ..... تدلل على ذلك أدلة منها:
1- قوله  : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)  (التحريم )،
2- قوله  :  لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27)  (الأنبياء)
إذًا يبقى السؤال : ما معنى قولِ الملائكةِ:  أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)  (البقرة)
قلتُ: إن الملائكةَ سألوا اللهَ  كي يعلموا الحكمة من خلقِه ، وليس ذلك على سبيلِ الاعتراضِ كما نلمح من سؤالِ المعترضين .... يقوي ذلك ما جاء في الآتي:
1-التفسير الميسر: قالت: يا ربَّنا علِّمْنا وأَرْشِدْنا ما الحكمة في خلق هؤلاء، مع أنَّ من شأنهم الإفساد في الأرض وإراقة الدماء ظلما وعدوانًا ونحن طوع أمرك، ننزِّهك التنزيه اللائق بحمدك وجلالك، ونمجِّدك بكل صفات الكمال والجلال؟ قال الله لهم: إني أعلم ما لا تعلمون من الحكمة البالغة في خلقهم.أهـ
2-تفسير ابن كثير: وقول الملائكة هذا ليس على وجه الاعتراض على الله، ولا على وجه الحسد لبني آدم، كما قد يتوهمه بعض المفسرين [وقد وصفهم الله تعالى بأنهم لا يسبقونه بالقول، أي: لا يسألونه شيئا لم يأذن لهم فيه وهاهنا لما أعلمهم بأنه سيخلق في الأرض خلقًا. . قال قتادة: وقد تقدم إليهم أنهم يفسدون فيها فقالوا: { أَتَجْعَلُ فِيهَا } الآية] وإنما هو سؤال استعلام واستكشاف عن الحكمة في ذلك، يقولون: يا ربنا، ما الحكمة في خلق هؤلاء مع أن منهم من يفسد في الأرض ويسفك الدماء، فإن كان المراد عبادتك، فنحن نسبح بحمدك ونقدس لك، أي: نصلي لك كما سيأتي، أي: ولا يصدر منا شيء من ذلك، وهلا وقع الاقتصار علينا؟ قال الله تعالى مجيبا لهم عن هذا السؤال: { إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ }. أهـ
3-تفسير البغوي: واذكر -أيها الرسول- للناس حين قال ربك للملائكة: إني جاعل في الأرض قومًا يخلف بعضهم بعضًا لعمارتها. قالت: يا ربَّنا علِّمْنا وأَرْشِدْنا ما الحكمة في خلق هؤلاء......أهـ
4-تفسير الشيخ ابن عثيمين: واستفهام الملائكة للاستطلاع، والاستعلام، وليس للاعتراض؛ قال تعالى: { إني أعلم ما لا تعلمون } يعني: وستتغير الحال؛ ولا تكون كالتي سبقت. أهـ

ثانيًا :إن الإجابة على السؤال الذي يقول: كيف عرفت الملائكةُ أن بني آدمَ سيسفكون الدماء… يحتاج إلى بحثٍ ملخصة ما يلي :

أولاً:إن القرآنَ الكريم لم يذكر صراحةً كيف عرفت الملائكةُ أن بني آدم سيسفكون الدماء....
ثانيا: إن السنةَ المطهرة لم يرد بها حديث صحيح بهذا الشأن.
ثالثا: إن المفسرين ذكروا أقولاً تحت قولِ اللهِ :  أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ،
منها: أن الجنَ كانوا يعيشون قبل خلقِ آدم فسفكوا الدماء ،وهذا قد يقبل إذ أن دماءَ الجن ليست كدماءِ البشر، وقد ثبت في الأحاديثِ أن الجنَ يأكلون ويشربون.......
والذي تميل إليه نفسي هوالظاهرُ من الآيةِ الكريمةِ نفسها أن اللهَ قد أطلع الملائكةَ على حالِ بني آدم وعن طبيعتهم، كيف سيفسدون في الأرضِ، ويسفكون الدماء........... فقالت الملائكة :  أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ فكان الجوابُ من الربِّ  :  إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ.
يدعم ما سبق ما جاء في الآتي:
1- تفسير ابن كثير:قال ابن أبي حاتم: وحدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا مبارك بن فضالة، حدثنا الحسن، قال: قال الله للملائكة: { إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً } قال لهم: إني فاعل. فآمنوا بربهم ، فعلمهم علمًا وطوى عنهم علمًا علمه ولم يعلموه، فقالوا بالعلم الذي علمهم: { أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ } ؟ { قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ }.......... قال ابن جريج: إنما تكلموا بما أعلمهم الله أنه كائن من خلق آدم، فقالوا: { أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ }............. وقال ابنُ جرير: وقال بعضهم: إنما قالت الملائكةُ ما قالت: { أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ } ؛ لأن الله أذن لهم في السؤال عن ذلك، بعد ما أخبرهم أن ذلك كائن من بني آدم، فسألته الملائكة، فقالت على التعجب منها: وكيف يعصونك يا رب وأنت خالقهم!؟ فأجابهم ربهم: { إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ } يعني: أن ذلك كائن منهم، وإن لم تعلموه أنتم ومن بعض من ترونه لي طائعا. قال: وقال بعضهم: ذلك من الملائكة على وجه الاسترشاد عما لم يعلموا من ذلك، فكأنهم قالوا: يا رب خبرنا، مسألة [الملائكة] استخبار منهم، لا على وجه الإنكار، واختاره ابن جرير.
وقال سعيد عن قتادة قوله: { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً } فاستشار الملائكة في خلق آدم، فقالوا: { أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ } وقد علمت الملائكة من علم الله أنه لا شيء أكره إلى الله من سفك الدماء والفساد في الأرض { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ } فكان في علم الله أنه سيكون من تلك الخليقة أنبياء ورسل وقوم صالحون وساكنو الجنة..... أهـ بتصرف.


2- تفسير المنتخب: واذكر قولَ الملائكة : أتجعل فيها من يفسد فيها بالمعاصي ، ومن يسفك الدماء بالعدوان والقتل لما في طبيعته من شهوات ، بينما نحن ننزهك عما لا يليق بعظمتك ، ونظهر ذكرك ونمجِّدك؟ فأجابهم ربهم : إني أعلم ما لم تعلموا من المصلحة في ذلك . أهـ

ثالثًا: قد يقال ممن لا عقول لهم :إن الآية تتحدث عن آدمَ  بأنه سيسفك الدماءَ لا تتحدث عن ذريتِه ؛الآية تتحدث عن آدم فقط :  وإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)  (البقرة)،
والمعلوم لدى الجميع أن آدم لم يسفك الدماء ويفسد في الأرض....؟!

قلتُ: قد يقال ذلك ممن لا عقول عندهم هذا ؛ لأن الآية لا تتحدث عن آدمَ  بعينه ،إنما تحدثت عن الجنس البشري، وبالمثال يتضح المقال :يقول :  وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42)  (آل عمران)، من المعلوم إن الذي خاطب مريمَ هو ملاكٌ واحدٌ هو جبريل ،لكنّ اللهَ  قال:  وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ إشارة إلى جبريل بأنه من جنسِ الملائكة....

يدعم ما سبق ما جاء في تفسيرِ ابنِ كثيرِ: الظاهر أنه لم يرد آدم عينًا إذ لو كان كذلك لما حسن قول الملائكة: { أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ } فإنهم إنما أرادوا أن من هذا الجنس من يفعل ذلك، وكأنهم علموا ذلك بعلم خاص، أو بما فهموه من الطبيعة البشرية فإنه أخبرهم أنه يخلق هذا الصنف من صَلْصَال من حمإ مسنون [أو فهموا من الخليفة أنه الذي يفصل بين الناس ويقع بينهم من المظالم ويرد عنهم المحارم والمآثم، قاله القرطبي] أو أنهم قاسوهم على من سبق.
أهـ

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://dance2010.ahlamontada.net
Admin
Admin
Admin


الشبهة :  كيف عرفت الملائكةُ أن بني آدمَ سيسفكون الدماء؟ Jb12915568671

الشبهة :  كيف عرفت الملائكةُ أن بني آدمَ سيسفكون الدماء؟ CXB49444
عدد المساهمات : 1144
تاريخ التسجيل : 10/02/2009

الشبهة :  كيف عرفت الملائكةُ أن بني آدمَ سيسفكون الدماء؟ Empty
مُساهمةموضوع: الشبهة الثانية: هل خلق اللهُ آدمَ على صورته !   الشبهة :  كيف عرفت الملائكةُ أن بني آدمَ سيسفكون الدماء؟ Icon_minitime1السبت أغسطس 11, 2012 4:30 am



قالوا : تنكرون علينا أن اللهَ تجسد في يسوعَ ، ولا تنكرون كلام نبيِّكم أن اللهَ خلقَ آدمَ على صورتِه...؟
ثم ذكروا ما ثبت في صحيحِ مسلمٍ كِتَاب ( الْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَالْآدَابِ) بَاب (النَّهْيِ عَنْ ضَرْبِ الْوَجْهِ) برقم 4731حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى ح و حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ الْمُثَنَّى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r وَفِي حَدِيثِ ابْنِ حَاتِمٍ عَنْ النَّبِيِّ r قَالَ:" إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْهَ ، فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ ".

• الرد على الشبهة

أولاً : إن هذا الحديثَ محل شبهتهم لا يخدم المعترضين بحالٍ من الأحوالِ ؛لأنه من جهةٍ أخري تغيب عن عقولِهم يدل على رحمتِه r ، وعطفِه على الناسِ ،وذلك إذا اقتتلوا مع بعضِهم البعض يكون لهم r ناصحًا أمينًا ؛هذا واضحٌ من قولِه r : " إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْهَ ".
قال النوويُّ - رحمه اللهُ - في شرحِه لصحيحِ مسلمٍ : قَوْله r : ( إِذَا قَاتَلَ أَحَدكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبْ )
وَفِي رِوَايَة : ( إِذَا ضَرَبَ أَحَدكُمْ ) وَفِي رِوَايَة : ( لَا يَلْطِمَنَّ الْوَجْه ) وَفِي رِوَايَة : ( إِذَا قَاتَلَ أَحَدكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْه ، فَإِنَّ اللَّه خَلَقَ آدَم عَلَى صُورَته )،
قَالَ الْعُلَمَاءُ: هَذَا تَصْرِيح بِالنَّهْيِ عَنْ ضَرْب الْوَجْه ؛ لِأَنَّهُ لَطِيف يَجْمَع الْمَحَاسِن ، وَأَعْضَاؤُهُ نَفِيسَة لَطِيفَة ، وَأَكْثَر الْإِدْرَاك بِهَا ؛ فَقَدْ يُبْطِلهَا ضَرْب الْوَجْه ، وَقَدْ يُنْقِصُهَا ، وَقَدْ يُشَوِّه الْوَجْه ، وَالشَّيْن فِيهِ فَاحِش ؛ وَلِأَنَّهُ بَارِز ظَاهِر لَا يُمْكِن سَتْره ، وَمَتَى ضَرَبَهُ لَا يَسْلَم مِنْ شَيْن غَالِبًا ، وَيَدْخُل فِي النَّهْي إِذَا ضَرَبَ زَوْجَته أَوْ وَلَده أَوْ عَبْده ضَرْب تَأْدِيب فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْه . أهـ
ثم إن من الأمثالِ الدارجةِ بين الناسِ عندنا في مصرَ ، مثل يقول: " ضرب الوش مفهوش معلش ".هكذا اعتاد الناسُ على مر العصور ...

ثانيًا : بعد أن بيّنتُ عظمةَ هذا النبيِّ الرحيم r - بفضل اللهI - في الجزءِ الأولِ من الحديث ؛ يتبقى لنا الإشكالية الواضحة عندهم ، وإنكارهم على قولِه r: " فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ ".
قلتُ: وقع ذلك منهم ؛لأنهم يجهلون معتقدنا ،فإننا نعتقد أن اللهَ  ليس كمثله شيء ؛ يقول I عن نفسِه :  لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ  (الشورى 11).
إننا لا نشبه ، ولا نعطل ، ولا نمثل ، ولا نئول إلا لضرورة إذا دعينا للتأويل والأسلم عدم التأويل.
قال النوويُّ - رحمه اللهُ – في شرحِه لصحيحِ مسلمٍ : هُوَ مِنْ أَحَادِيث الصِّفَات ، وَقَدْ سَبَقَ فِي كِتَاب الْإِيمَان بَيَانُ حُكْمهَا وَاضِحًا وَمَبْسُوطًا ، وَأَنَّ مِنْ الْعُلَمَاء مَنْ يُمْسِك عَنْ تَأْوِيلهَا ، وَيَقُول : نُؤْمِن بِأَنَّهَا حَقٌّ ، وَأَنَّ ظَاهِرهَا غَيْر مُرَاد ، وَلَهَا مَعْنَى يَلِيق بِهَا ، وَهَذَا مَذْهَب جُمْهُور السَّلَف ، وَهُوَ أَحْوَط وَأَسْلَم . وَالثَّانِي أَنَّهَا تُتَأَوَّل عَلَى حَسَب مَا يَلِيق بِتَنْزِيهِ اللَّه تَعَالَى ، وَأَنَّهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء. أهـ
وقال- رحمه اللهُ - في قولِه :r" فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ" .
قَالَتْ طَائِفَة : الضَّمِير فِي ( صُورَته ) عَائِد عَلَى الْأَخ الْمَضْرُوب ، وَهَذَا ظَاهِر رِوَايَة مُسْلِم ، وَقَالَتْ طَائِفَة : يَعُود إِلَى آدَم ، وَفِيهِ ضَعْف ، وَقَالَتْ طَائِفَة : يَعُود إِلَى اللَّه تَعَالَى ، وَيَكُون الْمُرَاد إِضَافَة تَشْرِيف وَاخْتِصَاص كَقَوْلِهِ I : نَاقَة اللَّه  (الشمس13). وَكَمَا يُقَال فِي الْكَعْبَة : بَيْت اللَّه وَنَظَائِره . وَاَللَّه أَعْلَم .أهـ
في أثناءِ بحثي وجدتُ كلامًا رائعًا للشيخ ابنِ العثيمين - رحمه اللهُ - سئل فضيلته ما معنى قولِ النَّبِيِّ r : "إن اللهَ خلق آدمَ على صورتِه"؟.
فأجاب بقولِه: هذا الحديث أعني قول النَّبِيِّ r : " إن اللهَ خلق آدمَ على صورته". ثابت في الصحيح ، ومن المعلوم أنه لا يراد به ظاهره بإجماع المسلمين والعقلاء؛ لأن اللهَ  وسع كرسيه السماوات والأرض، والسماوات والأرض كلها بالنسبة للكرسي موضع القدمين كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة فما ظنك برب العالمين؟ لا أحد يحيط به وصفاً ولا تخيلاً، ومن هذا وصفه لا يمكن أن يكون على صورة آدم ستون ذراعاً لكن يحمل على أحد معنيين:
الأول : أن اللهَ خلق آدمَ على صورةٍ اختارها، وإضافها إلى نفسِه – تعالى- تكريماً وتشريفاً.
الثاني : أن المراد خلق آدمَ على صورته من حيث الجملة، ومجرد كونه على صورته لا يقتضي المماثلة والدليل قوله : r" إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أضوء كوكب في السماء " ولا يلزم أن تكون هذه الزمرة مماثلة للقمر؛ لأن القمر أكبر من أهل الجنة بكثير، فإنهم يدخلون الجنة طولهم ستون ذراعاً، فليسوا مثل القمر. أهـ
فهمتُ مما سبق :أن قوله r : "خلق آدمَ على صورتِه" . يعنى: صورة من الصورِ التي خلقها اللهُ وصورها؛ قال I :  وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ  ( الأعراف11)، والمُصُور آدم ؛ إذًا آدم على صورةِ اللهِ I أعني: أن اللهَ I هو الذي صوره على هذه الصورة التي أحبها I ،فهي تعد أحسن صورة في المخلوقات ؛ قال : I و لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (التين4) ، فإضافة اللهI الصورة إليه من باب التشريف ؛ اعتنى I بهذه الصورة ،فمن أجل ذلك وغير ذلك نهى أن يُضرب الوجه فتعيبه حساً ، ولا تقبحه كـأن تقول: قبح اللهُ وجهك ، ووجه من أشبه وجهك فتعيبه معنى .. ...
الخلاصة هي : أن اللهَ I له وجه ، وله عين ، وله رجل I ، ويضحك ، ويفرح ..... لكن لا يلزم أن تكون هذه الصفات مماثلة للإنسان ، فهناك شيء من الشبه لكنه ليس على سبيل المماثلة ، كما أن الزمرة الأولى من أهل الجنة فيها شبه من القمر لكن دون مماثلة ، فهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة .....

ثالثًا: إن قيل : إن هناك رواية أخرى تقول: قال r:" لا تقبحوا الوجهَ ; فإن ابن آدم خُلق على صورةِ الرحمن ".
قلتُ : إن هذه الرواية ضعيفة؛ ضعفها الألبانيُّ - رحمه اللهُ - في " السلسلةِ الضعيفة و الموضوعة " برقم 1176، وغيرُ واحدٍ من المحققين ....

رابعًا : إن المسلمين بالفعل ينكرون على المعترضين أن اللهَ تجسد في يسوع ، وينكرون عليهم أيضًا أن اللهَ يقضي حاجتَه ويُضرب ويُهان ويتبرز ويبول وينام .....
وينكرون عليهم أيضًا أن يكون الرب خروف له سبعة قرون ، ولو على سبيلِ التشبيِه ... و ذلك جاء في موضعين من كتابهم المقدس:
الأول: رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ إصحاح 5 عدد 6 وَنَظَرْتُ فَرَأَيْتُ فِي الْوَسَطِ بَيْنَ الْعَرْشِ وَالْكَائِنَاتِ الْحَيَّةِ الأَرْبَعَةِ وَالشُّيُوخِ خروف قائم كَأَنَّهُ مذبوح. وَكَانَتْ لَهُ سَبْعَةُ قُرُونٍ، وَسَبْعُ أَعْيُنٍ تُمَثِّلُ أَرْوَاحَ اللهِ السَّبْعَةَ الَّتِي أُرْسِلَتْ إِلَى الأَرْضِ كُلِّهَا.
الثاني: رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ إصحاح 17عدد 14هؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، وَالْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ».
وينكرون عليهم أن يكون الرب مشبه بشخصٍ مخمورٍ يصرخ عالياً من شدة الخمر ، وذلك في مزمور إصحاح 78عدد 65 فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ، كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ. ..
وينكرون عليهم أن يكون الرب كالدودةِ ، وذلك سفر هوشع [ 5 / 12 ] يقول الربُّ : 12فَأَنَا لأَفْرَايِمَ كَالْعُثِّ، وَلِبَيْتِ يَهُوذَا كَالسُّوسِ.
وينكرون عليهم أن يكون الرب مشبه بالدب ، وذلك في سفر مراثي إرميا (3 / 10 ) " هُوَ لِي كَدُبٍّ مُتَرَبِّصٍ " . وينكرون عليهم أن يكون الرب مدخن يخرج دخانًا من أنفِه ، وذلك في سفرصموئيل الثاني إصحاح 22 عدد 8 فَارْتَجَّتِ الأَرْضُ وَارْتَعَشَتْ. أُسُسُ السَّمَاوَاتِ ارْتَعَدَتْ وَارْتَجَّتْ، لأَنَّهُ غَضِبَ. 9صَعِدَ دُخَانٌ مِنْ أَنْفِهِ، وَنَارٌ مِنْ فَمِهِ أَكَلَتْ. جَمْرٌ اشْتَعَلَتْ مِنْهُ. وينكرون..............

خامسًا : إن العهدَ القديم يذكر أن اللهَI خلقَ الإنسانَ على صورتِه ؛ جاء ذلك في سفر التكوين إصحاح 1عدد26وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ». 27فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.
قلتُ : إن هذه النصوص ما فهمها اليهودُ مثلما فهمها المعترضون فهم فهموا أن اللهَ شبه الإنسان ، أو أن اللهَ تجسد في إنسان ....
إن اليهودَ يعتقدون أنهم ( المعترضين ) وثنيون ، فلو فهموا فهمهم لقالوا بألوهيةِ المسيح ، وما أرادوا قتله... هذه النصوص تشبه كلام نبيِّنا r ، والمعنى أن اللهَ Iَ خلق الإنسانَ على الصورةِ التي أحبها، وأعطى لها بعض الصفاتِ التي أحبها لنفسهِ مع عدمِ المماثلةِ والتشبيِه ؛ فنحن نثبت الصورةَ للهِ ،وليست الصورةُ بمعنى الوجه فقط ،فلا نؤول ،ولا نعطل ،ولا نشبه....
مثال ذلك:اللهُ يسمع والإنسان كذلك ؛ لكن سمعُ الله  ليس كسمعِ الإنسان؛ فاللهُ Iيسمع دبيبَ النملةِ السوداء فوق الصخرةِ الصماء في الليلةِ الظلماء سبحانه،لا يشغله سمع عن سمع ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://dance2010.ahlamontada.net
 
الشبهة : كيف عرفت الملائكةُ أن بني آدمَ سيسفكون الدماء؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شبهات حول المرأة في الإسلام .... إهانة الإسلام لمكانة المرأة
» الدماء تحكى:- عافية صديقى ! من أين هذا الطفل جاء ؟؟؟ //صرخات العفيفات داخل سجون الصليب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى عماد عبد الحى الأطير  :: المنتديات العامة :: منتدى العماد لنصرة الاسلام والرد على الإفتراءات-
انتقل الى: