[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فى النضال إلى الحرية لا تسقط الجرائم السياسية بالتقادم ، ولا تغفر الشعوب خطايا البشر .
كان الاخوان المسلمون دائما ضد الحرية ، وضد العدالة ، وضد الديمقراطية. لا يوجد طاغية مر بوادى النيل منذ تأسيس الجماعة ولم تتحالف معه، عبر كل العصور ساندوا الظلمة، وأيدوا المستبدين ثم ذاقوا مرار كؤوسهم .
فى عام 1930 ترفع الجهات الامنية تقريرا الى اسماعيل صدقى باشا رئيس الوزراء ببعض المخاوف من توسع جماعة الاخوان، ويقرر وقتها «صدقي» استغلال الجماعة ضد الوفد حزب الاغلبية ويعرض عليهم اعانات مالية مقابل تأييد الحكومة ضد الوفد، ويعرف وقتها البنا حجم جماعته وقوتها ويقرر الانتقال بها الى القاهرة.
وبالفعل تخرج مظاهرات الاخوان رافعة لافتات تستخدم الآية القرآنية «واذكر فى الكتاب اسماعيل إنه كان صديقا نبيا».
ويتوافد المنضمون الى الجماعة الوليدة وبعد عام واحد يرتفع عدد شعب الاخوان داخل القاهرة وقتها الى 50 شعبة ، ثم تعقد الجماعة أول مؤتمراتها عام 1933 ويتوالى الصعود والانتشار والتدخل فى السياسة .
وفى عام 1936 يقوم الاخوان بتسيير مظاهرات فى شوارع القاهرة تهتف « الله مع الملك» والمناداة باختيار فاروق خليفة للمسلمين . ويظهر أن البوليس المصرى كان لديه تعليمات وقتها بحماية الاخوان ومساندتهم وهو ما أسهم فى انفلات اعضاء الجماعة وأدى الى موجة خروج مبكر لبعض الاصلاحيين الاوائل فى الجماعة وعلى رأسهم الشيخ احمد السكرى نفسه . وقد اتهم المنشقون الشيخ بالبعد عن الشورى والاستبداد بالرأى والوقوف ضد الوفد حزب الاغلبية.
ويأخذ كثير من الباحثين على الشيخ البنا ما يعتبرونه انتهازية فى ذلك الوقت والوقوف الى جوار الظلم والطغيان . وقد دفع ذلك الزعيم احمد حسين الى كتابة سلسلة من المقالات يهاجم يها البنا ويشبهه بـ «راسبوتين» وهو أحد رجال الدين الذين ساندوا الحكومات المستبدة فى روسيا القيصرية.
ومنذ المؤتمر الاول والجماعة تتجه الى انشاء فرق للجوالة مهمتها القيام بالرياضة ، ثم تحولت بعد ذلك الى « كتائب « لحماية الدعوة والعمل العام ، ثم أصبحت تلك الكتائب ميلشيات خاصة، كثير من أعضائها سريون وتقوم بأعمال اغتيال وتصفية سياسية لحساب من تعتقد أنه يقف فى طريق الجماعة.
وفى جريدة «النذير» عام 1938 يكتب «البنا» لأعضاء جماعته «إننا سنتحول من دعوة الكلام الى دعوة الكلام المصحوب بالنضال والافعال» ثم يقول «إنكم ستخاصمون جميع الساسة فى الحكم وخارجه خصومة شديدة إن لم يستجيبوا لكم».
إن حسن البنا يطالب بحل جميع الاحزاب السياسية وافساح الطريق امام جماعته. ويختلف مع كل من يقبل بمساندة الوفد أو اى حزب سياسى بل يفصله من جماعته . ومما كان يحكيه الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله انه كان حريصا على حضور لقاءات الثلاثاء فى جماعة الاخوان وكان وفديا وقال يومها لحسن البنا أن الاخوان يجب ان يساندوا رجلا نزيها مثل مصطفى النحاس ففوجئ بالبنا غاضبا وقال له : إن الوفد بشكل خاص هو أعدى اعدائنا ، لأننا يمكننا أن نبصق على جميع الاحزاب السياسية، الا الوفد. يومها ترك الشيخ الشعراوى الاخوان ولم يعد مرة اخرى .
وبعد قيام ثورة يوليو يتخذ الاخوان موقفا مساندا يدفع قادتهم ومفكريهم إلى الصمت عن حل الاحزاب وكتابة مقالات فى الصحف تحرض ضد الساسة القدامى وتؤيد ايقاف الدستور وكان من ابرزها مقالات سيد قطب فى روزاليوسف.
ولم تلبث أن انقلب عبد الناصر على الاخوان وساقهم إلى السجون والمشانق بعد أن لعبوا دور «سنمار « فى بناء دولته .
ويأتى انور السادات ليستعين بالإخوان فى مواجهة الناصريين واليساريين المعارضين، ويخرج الاسلاميون للعمل العلنى ويسيطرون على النقابات واتحادات الطلبة ثم لا يلبث أن يتم اغتيال السادات نفسه على أياديهم وسط رجاله .
لذا لم يكن غريبا على الجماعة أن تخاصم كل القوى السياسية الليبرالية وتتحالف مع المجلس العسكرى بعد ثورة 25 يناير وترفض المشاركة فى نصرة الشباب والثأر فى شارع محمد محمود ومجلس الوزراء ، بل تحرض ضدهم.