لقد صنع الغرب من الإنسان العربي أداةً للقتل، والدمار من خلال الغزو الفكري الرهيب عن طريق فيسبوك ومن خلال أفلام البورنو، التي أعتنقهـــا بعض العرب أكثر من اعتناقهم للدين، واستطاع الغرب أن يجعل هدف البعض منا هو البحث عن الشهوات فقط.
وأصبح البعض لا يفكر إلا في اللذة الجسدية، وأصبحنا نتخلى عن الدين الذي خلقنا من أجله، واستطاع الغرب أن يجعلنا نسير في طريق الهلاك الذي تم رسمه للعرب بكل سرعة، وأصبحنا لا نملك السيطرة على الإيقاف، فتحولنا إلى أمة ضعيفة وهزيلة، ليس فيها إبداع أو إنتاج أو فكر يخدم البشرية.
فالشخص الآن أصبح ينام في أحضان فيسبوك، والبعض الآخـــر أصبح كل تفكيره الكرة والمسلسلات، وأصبحت هذه الأشياء هي متعته، فهو يبحث ويجـــري وراء تلك المتعة، وربما يتشاجر البعض بسبب بعض الفرق التي يشجعونها، ونجد البعض الآخر يلهث وراء النســـاء وشهوة الجســـــد التي سيطرت على العرب، وجعلت منهم عبيدًا للنساء؛ فهم يعيشون لما هو بين أرجلهم.
نعيش الآن عبيدًا لحُب الدُنيا وشهواتها، سواء كانت تلك الشهوات مرتبطة بالنساء أو بالطعام أو بالمال أو السلطة؛ فأصبحت الدُنيا هي أكبر همنا وتفكيرنا، وكذلك استطاعت الدُنيــا أن تجعلنا ننسى الدين الذي خلقنـــا الله من أجله، ونتبع الهوى والشهوات وحُب النفس، وتركنا الدين وتمسكنا بالدنيا، فالهوى والدُنيا وجهان لعملة واحدة.
فالغرب استطاعوا أن يغيروا اهتمامات الإنسان العربي الذى جاء من حضارة عملاقة كانت تنير العالم بأكمله وأنارت أوربا في العصور الوسطى إلى إنســان هزيل لا يملك فكرًا وإنسان جاهــل، لأن الجهــل ليس بالقراءة والكتابة فقط، فالعقل العربي أصبح عقلاً فارغًا لا يحتوي إلا مشاهد العري والشهوات والدخان.
فالأغلبية أصبحت فارغة العقل، ومن هنا جـــاء الغزو الفكري في بث أفكار ومعتقدات غريبــة وبكل سهولة لقد تم السيطرة الكاملة على الشباب، سواء من خلال المخدرات أو النساء، أو من خلال الفكر الإرهابي، ولك أن تتخيل أن المسلمين يقتلون بعضهم بعضًا، وفي جوارهم اليهود الذين يحتلون الأراضي.
فلك أن تتخيل كيف تحول تفكير هذا الشخص إلى أن يصبح إنسانًا ليس له عقل يفكر، فهو يقوم بتفجير المسلم ولا يدافع عن أرضــه ضد الاحتلال، ومع ذلك يعتقد أنه شهيد ويملك مفتاح الجنة، فأي دين هذا وأي جنة يحلم بها هذا الشخص الذي فقد عقله.
والبعض الآخــــر ينجرف نحـــو الدولارات من خلال إنشاء جمعيات وهمية تطالب بحماية الإنسان والمجتمع، وهي في الأصل الغرض منها تمويل أجنبي لغزو البلد من خلال عملاء خائنين يظهرون بمظهر الوطنيـــة، وهـم في الأساس يعتنقون دين الدولار وعقيدتهم هي الرصيد البنكي، فهم أشخاص باعوا ضميرهم ووطنهم من أجل المال.
ونجــد البعض يرتشي ويسرق وينهب أموال شعبه من أجـــل تأمين مستقبله ومستقبل أمواله، ونسي الدين الذي يُحرم ذلك، فهو اعتنق الدنيا والهـــوى، وترك الدين، إنــه الواقع المرير الذي نعيش فيــه والذي جعلنا مغيبين لا نملك قرارنا ولا نملك قوت يومنا بل نعتمد على غيرنا.
فكيف لنا أن نقول إننا سنحارب ونعتمد على عدونا في شراء السلاح، والبعض الآخر يصفق لكل من يهاجم الإسلام ويجعل منه دينًا متطرفـًا ويحاول إدخال الباطل ويحـــاول أن يؤكــد أن الدين الإسلامي دين الدم، وأنه انتشر بالسيف وبالدم وليس بالرحمة واحترام الإنسان واحترام جميع الديانات.
إن الغرب يا ســادة يريدون أن يجعلونا نشك في كل شيء، فهم لا يكفيهم أن يجعلونا عبيدًا للهــوى والدنيا، بل يريدون أن يجعلونا نتخلى عن إيماننا، لقد نجح الغرب في أن يصل بنا إلى تلك المرحلة من الضعف والهوان وانتشار الفساد والرشوة والسرقة والزنا والقتل.
لقد تحولنا إلى أجساد بلا عقول بلا قيمة بلا معنى في الحياة باحثين وراء الشهوات، بمختلف أنواعها وننسى الدين والعبادة والعلم والتفكير في التقدم؛ فنحن وافقنا واقتنعنا أن نكــون أمة مستهلكة، وليست منتجة، وانجرف البعض من أصحاب الأقلام نحو إدخال الجنس الصريح في الرواية العربية.
أتعجب عندما كنت أقرأ إحدى الروايات لإحدى الكاتبات العربية وأرى وصفـًا جنسيًا صريح للعلاقة بين الرجل والمرأة، بل إنها جعلت تسمى الأشياء بمسمياتها بدون حياء أو خجل؛ فهي تقلد الغرب، فأصبحنا نهتم بالجسد وليس العقل ونهتم بالهوى وليس الدين.
فهل سنستمر نسير في هذا الاتجاه أم نستفيق من هذا الظلام الذي نعيشه ونترك الهوى ونتجه إلى الدين ونتحول من أمة مستهلكة إلى أمة منتجة، فهل سنظل نعتمد على الآخرين في توفير قوت يومنا أم يكون لنا الكلمة والقرار والاتجاه نحو العلم والتنمية، حتى نعيد أمجاد الحضارة التي أنارت الغرب في القرون الوسطى.
نحن نحتاج فقط التفكير في التقدم والعمل بكل جهد وإخلاص، وأن نتحلى بالتعاون وبالحب وأن نبعد عن الأنانية وحب الذات، فاترك الكرسي لمن يريد الكرسي، واعمل أنت، فقيمتك في حيــاتك بعملك ومكانتك فيما تقدمــه، وليس بهذا الكرسي أو المنصب، ويجب أن نتعاهد على أننا من اليوم سنتغير ونتحول إلى الأفضل، وسنجعل الحياة والهوى في اتجاه الدين وفي اتجاه التنمية والتقدم.